وتطرق بوتين، أثناء مؤتمر صحفي كبير عقده اليوم الخميس، إلى الأحداث الدراماتيكية التي مرت بها أوكرانيا منذ عام 2014، لافتا إلى أن تلك التطورات أضحت بداية لتصعيد التوترات بين روسيا والغرب.
وأشار بوتين إلى أنه لم تخطر في بال أحد في روسيا حتى ذلك الحين(أحداث أوكرانيا عام 2014) فكرة إمكانية إعادة انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، لافتا إلى أن الرئيس الأوكراني حينذاك، فيكتور يانوكوفيتش، على خلفية الأزمة السياسية التي اندلعت في كييف في شتاء عام 2013-2014 أبدى استعداده للرحيل طوعا، ولم يكن هناك أي داع لتدبير انقلاب سلطوي وقع في كييف بعد عدة أيام.
وقال الرئيس: "ما حصل في عام 2014 انقلاب سلطوي دموي حيث تم قتل وإحراق أناس. لماذا تم تدبير ذلك؟ ليس هناك أي جواب.. فقد وافق الرئيس يانوكوفيتش على تلبية كافة المطالب، وكان مستعدا للرحيل حتى في اليوم اللاحق، وكان من المفترض تنظيم انتخابات كان فوز المعارضة فيها محتوما، وكان الجميع يدركون ذلك جيدا".
ولفت بوتين إلى أن هذا الانقلاب السلطوي تسبب في تنظيم الاستفتاء الشعبي الذي عادت شبه جزيرة القرم بموجب نتائجه إلى قوام روسيا، قائلا: "كيف كان بإمكاننا رفض مطالب سيفاستوبل والقرم وسكانهما لمنحهم الحماية؟ إننا وُضعنا في حالة لم يكن بوسعنا فيها التصرف بطريقة أخرى".
وصرح بوتين بأن الحكومة الروسية بذلت كثيرا من الجهود من أجل تفادي اندلاع القتال في منطقة دونباس بجنوب شرق أوكرانيا، وكشف أنه توسل شخصيا إلى الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو داعيا إياه إلى عدم إطلاق عملية عسكرية في دونباس.
وذكر بوتين: "قال لي: "نعم، نعم.. ثم أطلق العملية!".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن السلطات الأوكرانية قد حاولت مرتين حسم قضية دونباس بالقوة، لكن كلا هجوميهما العسكريين على هذه المنطقة باءا بالفشل.
وتابع: "الآن يقولون لنا: "الحرب! الحرب! الحرب!"، وهناك انطباع بأن التحضيرات جارية ربما لعملية عسكرية ثالثة (في دونباس) ويحذروننا مسبقا: "لا تتدخلوا ولا تحموا هؤلاء الناس، وإذا تدخلتم فهذه هي العقوبات الجديدة التي سوف تواجهونها"، وربما تجري حاليا تحضيرات لهذا السيناريو".
وحذر بوتين من وجود مخطط يقضي بإنشاء منطقة معادية لروسيا عند حدودها، مشيرا إلى أن تصدير الغرب الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا قد يدفع المتشددين في هذا البلد إلى محاولة حسم قضية دونباس بالقوة مرة أخرى واستعادة القرم.
وأكد الرئيس أن روسيا مستعدة لإقامة علاقات حسن جوار مع أوكرانيا، لكن هذا الأمر مستحيل في ظل وجود حكومة كييف الحالية، قائلا إن الرئيس الأوكراني الحالي فلاديمير زيلينسكي خضع لنفوذ "المتشددين والنازيين".
وحمل بوتين مرة أخرى الحكومة الأوكرانية المسؤولية عن التهرب من تطبيق التزاماتها بموجب "اتفاقات مينسك" بشأن التسوية في دونباس، مشددا على أن سكان دونباس هم من يقرر مصير منطقتهم.
المصدر: RT