وأوضح السفير الروسي في مقابلة مع قناة "RT" في سياق الذكرى السادسة لانطلاق العملية العسكرية للقوات الفضائية الجوية الروسية في سوريا، أن "الإنجاز الأهم هو مساعدتنا للسوريين ليس فقط في الذود عن وجود وكينونة الدولة السورية، بل وفي استعادة دمشق للسيطرة على الجزء الأكبر من تراب الوطن".
وأكد يفيموف أن التدخل الروسي وهزيمة التنظيمات الإرهابية داخل الجمهورية العربية السورية "حال دون انتقال التهديد الإرهابي من سورية إلى دول أخرى في العالم العربي أو حتى إلى خارج حدوده، على سبيل المثال إلى روسيا، التي هي في الواقع قريبة جدا جغرافيا من هذه المنطقة".
وأضاف أنه "فضلا عن ذلك، تم بشكل حاسم إفشال مخططات القوى الخارجية الهدامة، التي وضعت، لدى محاولتها إنفاذ مصالحها الانتهازية، الرهان على التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا والإطاحة بحكومتها الشرعية باستخدام القوة".
وقال إنه "على العكس من ذلك، على مدى السنوات التي مرت منذ بداية الأحداث السورية، تمكنت سلطات الجمهورية العربية السورية من إظهار نهج مسؤول تجاه حكم البلاد في خضم الأزمة الحادة، وبفضل ذلك، تمتعت على الدوام بالثقة الكاملة والدعم الواسع من السكان".
وتابع: "بالمناسبة، لم تتحقق آمال كارهي دمشق والتي كانت ترمي لفرض العزلة الدولية على الجمهورية العربية السورية. ففي العامين الماضيين، وخاصة خلال عام 2021، كان من الواضح أن جبهة المقاطعة المجهزة بعناية ضد سوريا باتت تتفتق من كل الجوانب، وأن استعادة السوريين لمواقعهم في الأسرة العربية والمجتمع الدولي ككل ليست سوى مسألة وقت".
وأكد أن "صيغ التسوية السياسية للأزمة السورية، والتي بالمناسبة تم إنشاؤها بمشاركة روسيا بشكل مباشر، لا تزال تلعب دورا مهما في تطبيع الوضع في الجمهورية العربية السورية، فضلا عن إقامة حوار سوري داخلي شامل. فبدون ذلك من المستبعد تحقيق سلام واستقرار على المدى الطويل في هذا البلد".
كما أوضح أن "عملية التسوية السياسية في سوريا لا تكتسب في الوقت الحالي زخما كبيرا"، مشيرا إلى أن "هناك العديد من الأسباب لذلك، إذ أن حجم التناقضات التي تراكمت بين الطرفين المتنازعين كبير جدا، ويحتاج الأمر بعضا من الوقت للوصول إلى مستوى من الثقة المتبادلة يكفي لمناقشتها بشكل بناء".
وقال: "يبقى التحدي الأكبر في هذه الحالة هو المحاولات المستمرة من قبل بعض الأطراف الخارجية للتدخل أو تعطيل المفاوضات السورية البينية بشكل أو بآخر. وهذا أمر غير مقبول قطعا، فالعملية السياسية يجب أن يقودها وينفذها السوريون أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2254".
وأضاف: "لو كان جميع اللاعبين الأجانب قد اخذوا بعين الاعتبار المصالح الحقيقية للشعب السوري ولم يسعوا للدفع بأجنداتهم الخاصة باستخدام أيدي الآخرين، لكان الطريق إلى تسوية نهائية أسرع وأسهل بكثير".
المصدر: RT