مباشر

قراءة غربية لعودة "طالبان": هل أدارت واشنطن ظهرها أم ذهبت بذل؟

تابعوا RT على
السيطرة الخاطفة لحركة "طالبان" على أفغانستان أثارت تساؤلات عدة في الغرب كما أثارت المخاوف من تعزيز مواقع المتشددين، وأعادت بعض المشاهد من كابل وقائع شهدتها فيتنام.

تقرير لوكالة "رويترز" ينقل عن "مصادر أمنية غربية" خشيتها من أن يكون بإمكان تنظيم "القاعدة" (التي وفرت طالبان لمؤسسها أسامة بن لادن المأوى قبل هجمات 11 سبتمبر)، أن يكسب موطئ قدم مرة أخرى في أفغانستان في غضون شهور، وتقول تلك المصادر إن هذا الاحتمال "سيمثل تهديدا لكل من بريطانيا والغرب على اتساعه".

وقال دبلوماسيون بريطانيون بعد سقوط كابل إن "كارثة أفغانستان ستقوض مكانة الغرب في العالم وتوحد صفوف المجاهدين في كل مكان وتقوي حجج روسيا والصين بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يفتقرون للهمة والقدرة على إنجاز المهام في الظروف الصعبة".

كما تخشى بريطانيا من أن تسمح عودة طالبان المفاجئة إلى السلطة والفراغ الذي تركه انسحاب الغرب غير المنظم من أفغانستان، لمتشددي تنظيمي "القاعدة" و"داعش" بكسب موطئ قدم في ذلك البلد.

وتنقل الوكالة عن وزير الدفاع البريطاني بن والاس وصف اتفاق الانسحاب الذي أبرمته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع "طالبان" في الدوحة عام 2020 بأنه "اتفاق عفن"، وقال والاس إن قرار بايدن الانسحاب من أفغانستان كان "خطأ مكّن طالبان من العودة إلى الحكم".

مسؤول بريطاني تحدث للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويته أعاد التذكير بالوعد الذي كرره الرئيس الأمريكي جو بايدن، حين قال "أمريكا عادت"، ثم تساءل "هل عادت أمريكا أم أدارت ظهرها؟"، وأضاف: "يبدو الأمر إلى حد بعيد كما لو أن الأمريكيين عادوا إلى بلادهم بطريقة ترامب، إلى حد ما، في عجلة وفوضى وذل".

إعادة "ذل سايغون"

دبلوماسيون بريطانيون شبهوا ما حدث في أفغانستان بالذل الذي ذاقه الغرب لدى سقوط سايغون عام 1975 إيذانا بنهاية حرب فيتنام، كما شبهوها بأزمة "السويس" عام 1956، والتي كانت، حسب وصفهم، "خطأ استراتيجيا فادحا أكد فقدان بريطانيا سلطتها الإمبراطورية".

صور طائرة الهليكوبتر التي كانت تقوم بإجلاء دبلوماسيين من السفارة الأمريكية في كابول، قورنت بأخرى مماثلة التقطت عام 1975 وظهرت فيها طائرة هليكوبتر تلتقط الدبلوماسيين من فوق سطح السفارة الأمريكية في سايغون.

"لا بد أن نكون واضحين بشأن هذا: هذه لحظة مذلة للغرب"، هكذا قال مارك سيدويل الذي كان أكبر موظف مدني ومستشار الأمن القومي في حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

كما تساءل بعض المحاربين القدماء البريطانيين عن التضحيات التي قدموها، وتحدث بعضهم عن "شعور بالخيانة"، وقال البعض إن زملاءهم القتلى "ماتوا هباء".

ويرى دبلوماسيون بريطانيون أن اتفاق الدوحة المبرم في فبراير 2020 خلال رئاسة ترامب، وإعلان بايدن في أبريل الانسحاب، "استسلام دمر المعنويات في أفغانستان".

وفقدت بريطانيا 457 من أفراد قواتها المسلحة في أفغانستان، أو 13 في المئة من قتلى التحالف العسكري الدولي وعددهم 3500 قتيل منذ 2001.

 

المصدر: "رويترز"

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا