ومن جهة أخرى، تستعد القوات الأجنبية المتبقية في البلاد لإتمام انسحابها بحلول نهاية أغسطس الجاري تاركة قوات الحكومة الأفغانية تحارب وحدها.
وتدخل حلف الأطلسي عسكريا لدعم الولايات المتحدة إثر الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في الـ11 من سبتمبر 2001، حيث لجأ الحلفاء في 12 سبتمبر 2001 لتفعيل بند الدفاع المشترك للمرة الأولى في تاريخ التحالف الغربي لخوض الحرب في أفغانستان، ولا تزال هذه هي الحالة الوحيدة التي استعمل فيها الحلف هذا البند منذ تأسيسه قبل سبعة عقود.
وبعد أن ألحقت القوات التي تقودها الولايات المتحدة الهزيمة بزعماء حركة طالبان الذين كانوا يوفرون المأوى لأسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، والعقل المدبر للهجمات على الولايات المتحدة، تولى الأطلسي قيادة تحالف دولي في 2003.
وفي 2015 تم تغيير المهمة التي كانت تعرف بـ"قوة المعاونة الأمنية الدولية في أفغانستان" (إيساف) وحلت محلها عملية التدريب الحالية "الدعم الحازم" وحتى أبريل الماضي كان قوامها حوالي 10000 جندي من 36 دولة.
وتكبد التحالف العسكري الدولي ما يزيد عن 3500 قتيل منذ 2001 بينهم حوالي 2400 أمريكي حسب بيانات الكونغرس، فيما أصيب أكثر من 20 ألف جندي أمريكي.
جدير بالذكر أن قوام قوات الأطلسي بلغ الذروة في أفغانستان في 2011 عندما زاد عدد الجنود الأجانب عن 130 ألفا من 51 دولة حليفة وشريكة، علما أن الحلف ومنذ 2003 يدرب مئات الألوف من الجنود الأفغان وضباط الشرطة، وشكّل قوة جوية أفغانية.
وأنفقت الولايات المتحدة وحدها أكثر من 140 مليار دولار على شكل مساعدات لأفغانستان منذ عام 2002 حسب الكونغرس، وقدر "البنتاغون" كلفة العمليات القتالية الأمريكية بما في ذلك دعم القوات الأفغانية بما يزيد عن 820 مليار دولار في المدة الزمنية نفسها.
من المهم الإشارة إلى أن ألمانيا ثاني أكبر قوة عسكرية في أفغانستان بعد الولايات المتحدة وفقدت عددا من الجنود في المعارك يفوق أي مكان آخر في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ولا تزال أفغانستان واحدة من أشد دول العالم فقرا، حيث تحتل المرتبة 169 بين 189 دولة على مؤشر التنمية البشرية الذي نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمتوسط عمر متوقع 64 عاما ونصيب للفرد من الدخل القومي 2200 دولار سنويا.
المصدر: رويترز