وبحسب وكالة أسوشيتيد برس، أدى سقوط عاصمتي ولايتي بدخشان وبغلان بشمال شرق البلاد، وولاية فراه في الغرب إلى زيادة الضغط على الحكومة المركزية لوقف التمدد.
في حين لم تتعرض كابول لتهديد مباشر في ظل هذا التقدم، إلا أن هجوم طالبان يواصل الضغط على قوات الأمن الأفغانية التي تقاتل المسلحين بمفردها، الآن إلى حد كبير.
من جهته أكد همايون شهيد زاده، نائب من ولاية فراه، لأسوشيتد برس سقوط عاصمة الولاية.
وقال مسؤول أفغاني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن عاصمة بغلان سقطت أيضا.
من جانبه قال حجة الله خيرادمند، النائب عن ولاية بدخشان، إن طالبان استولت على عاصمة ولايته.
وجاء استيلاء طالبان على فايز آباد - عاصمة ولاية بدخشان بشمال شرق البلاد، عندما وصل الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إلى مدينة مزار الشريف لحشد المدافعين عنها، في الوقت الذي تقترب فيه قوات طالبان من هذه المدينة الأكبر في الشمال.
وقال جواد مجددي عضو مجلس المحافظة من بدخشان لرويترز إنه بعد معركة طويلة في فايز آباد تراجعت القوات الحكومية إلى منطقة مجاورة.
وقال إن مقاتلي طالبان سيطروا على معظم أنحاء الإقليم وحاصروا فايز آباد قبل شن هجوم يوم الثلاثاء.
وتقع مقاطعة بدخشان في أقصى الشمال الشرقي على حدود طاجيكستان وباكستان والصين.
وتعد خسارة المدينة أحدث انتكاسة للحكومة المحاصرة، التي تكافح من أجل وقف زخم هجمات طالبان في الأشهر القليلة الماضية.
وبات مسلحو طالبان يسيطرون على تسع من 34 عاصمة ولاية أفغانية، بينها سبع في شمال البلاد حيث كانوا يواجهون مقاومة على الدوام، فيما تستمر المعارك في العواصم الثلاث الأخرى.
الرئيس الأفغاني يزور مزار الشريف كبرى المدن بشمال البلاد
بالمقابل يزور الرئيس الأفغاني أشرف غني مزار الشريف في شمال البلاد لتقديم الدعم لقواته، فيما استولت حركة طالبان حتى الآن على أكثر من ربع عواصم ولايات البلاد في أقل من أسبوع.
ويعتزم الرئيس "تفقد الوضع الأمني العام في المنطقة الشمالية" حسبما جاء في بيان صدر عن القصر الرئاسي.
كذلك، يرجح أن يجري محادثات مع الرجل القوي في مزار الشريف، عطا محمد نور، وزعيم الحرب المعروف الجنرال عبد الرشيد دوستم، بشأن الدفاع عن المدينة، فيما يتقدم مقاتلو طالبان في اتجاه مشارفها.
هذا وستشكل خسارة مزار الشريف في حال حصولها ضربة كارثية لحكومة كابول وستعني انهيارا كاملا لسيطرتها على شمال البلاد المعروف بأنه معقل للمسلحين المناهضين لطالبان.
وبعد الاستيلاء على معظم أراضي الشمال، تركز حركة طالبان أنظارها الآن على أكبر مدن المنطقة، مزار الشريف، بعدما استولت على مدن تحدها غربا وشرقا.
وتحارب طالبان لإنزال الهزيمة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وفرض تفسيرها للشريعة الإسلامية من جديد. وقد صدمت سرعة تقدم قواتها الحكومة وحلفاءها.
من جهتها تقاتل القوات الحكومية الاسلاميين المتشددين في ولايتي قندهار وهلمند، الواقعتين في الجنوب.
من جهته قال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء إن قوات طالبان تسيطر الآن على 65٪ من أفغانستان ، وقد استولت على 11 عاصمة إقليمية أو هددت بالاستيلاء عليها وتسعى إلى حرمان كابول من دعمها التقليدي من القوات الوطنية في الشمال.
موقف الإدارة الأمريكية
رغم هذا التقدم الذي تحققه طالبان، لم يصدر الرئيس الأميركي جو بايدن أي إشارة تدل على عزمه تأخير سحب كل القوات الأميركية بحلول 31 اغسطس، وحض في المقابل الثلاثاء القادة الأفغان على التحلي "بعزيمة القتال".
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الابيض: "لست نادما على قراري".
واضاف بايدن أن على الافغان "أن يقاتلوا من أجل أنفسهم، من أجل أمتهم". وتابع "لقد انفقنا أكثر من الف مليار دولار في عشرين عاما، قمنا بتدريب وتجهيز أكثر من 300 الف جندي افغاني".
وفيما يشتد القتال، كان دبلوماسيون أمريكيون يحاولون جاهدين إحياء مفاوضات السلام المجمدة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة، حيث يضغط المبعوث الأميركي الخاص، زلماي خليل زاد، على طالبان لكي تقبل وقفا لإطلاق النار.
من جانب آخر شدد بايدن على أن الأمريكيين "سيفون بوعدهم" لجهة مواصلة دعم الجيش الافغاني على المستوى اللوجستي والمالي.
وفي السياق نفسه، أشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الى أن القوات المسلحة الافغانية "متفوقة عددا في شكل كبير" على طالبان، ولديها "القدرة على إلحاق خسائر أكبر" بالمتمردين.
وقال: "فكرة أن تقدم طالبان لا يمكن وقفه لا تعكس الواقع على الأرض".
ومن المفترض أن يُنجز انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول أغسطس، بعد 20 عاما على غزو القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان إثر هجمات 11 سبتمبر 2001.
المصدر: أ ف ب، رويترز، AP