ورّجحت الصحيفة الإلكترونية الإسرائيلية أن تسعى الرياض، مع خروج التنافس الخليجي إلى العلن، إلى "كبح جماح طموحات أبوظبي من خلال استهداف إسرائيل، أحدث شريك تجاري لها".
وقال المقال إنه "ولدهشة الكثيرين، بدا أن المملكة العربية السعودية تستهدف إسرائيل الأسبوع الماضي حين ذكرت الدولة اليهودية على وجه التحديد في إعلانها عن سياسات التخفيضات الضريبية الجديدة".
وأوضحت الصحيفة أن الرياض أدخلت يوم الاثنين الماضي، تعديلات على "قواعدها بشأن الواردات من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، لاستبعاد البضائع المصنوعة في المناطق المعفاة من الرسوم الجمركية أو "استخدام الخامات الإسرائيلية"، التي تحتوي على مكون من صنع إسرائيل، أو من صنع شركة مملوكة بالكامل أو جزئيا لإسرائيليين، من الإعفاءات الضريبية التفضيلية".
وأشير إلى أنه "بدلا من إثارة عداء متجدد تجاه إسرائيل، فإن الخطوة السعودية هي في الواقع جزء من المنافسة المتصاعدة مع الإمارات العربية المتحدة على عباءة القوة الإقليمية".
ولفت المقال إلى انه وعلى الرغم من "أن إسرائيل ليست منخرطة بشكل مباشر في التنافس، إلا أنه توجد عدة طرق محتملة التي يمكن من خلالها الانجرار إلى الحلبة، حيث تتنافس الدولتان على الهيمنة الاقتصادية والسياسية في منطقة الخليج".
ورأت الصحيفة أن "إسرائيل في ضوء التحالف الإسرائيلي الإماراتي المعلن الآن من المرجح أن تشعر بموجات صدى معركة الخليج من خلال علاقاتها مع الإمارات. وترى الإمارات العربية المتحدة علاقتها الناشئة مع إسرائيل كمحرك محتمل للنمو الاقتصادي وتوسيع النفوذ السياسي، في حين أن للسعوديين الآن مصلحة اقتصادية في خيارين، إما الانضمام إلى التحالف، وهو ما رفضوا القيام به حتى الآن ولم يبدوا اهتماما كبيرا به، أو لعب دور المفسد".
ونقلت الصحيفة على لسان، براندون فريدمان، مدير الأبحاث في مركز موشيه دايان في جامعة تل أبيب، قوله عن السعوديين: "إنهم يحاولون معاقبة الإماراتيين بسبب اتفاقات إبراهام، ما يمنح الإمارات (بفضلها) ميزة اقتصادية إقليمية، وأيضا ميزة سياسية".
وقال مقال الصحيفة الإسرائيلية في وصفه للعلاقات الراهنة بين الرياض وأبوظبي: "في حين أن الخلاف الحالي اقتصادي بشكل أساسي، إلا أنه يأتي على خلفية سنوات من التوترات المتصاعدة، حيث خرجت المملكتان عن التناغم في الشؤون الدبلوماسية والأمنية".
وأشار المقال إلى أن الوضع بين البلدين "لم يكن دائما على هذا النحو. على مدى العقد الماضي بدا أن السعوديين والإماراتيين في حالة تأهب مشترك، حيث قاما بالتنسيق في عدد من المبادرات الرئيسة، ومواجهة الحركات الشعبوية المستوحاة من الربيع العربي، والتدخل عسكريا في اليمن، ومقاطعة قطر، وفرض ضريبة المبيعات عبر دول مجلس التعاون الخليجي".
وتابع المقال القول: "لكن على الرغم من المظاهر الخارجية، كانت هناك ضغوط طويلة في التحالف، وفيما سعى كلا الجانبين في الماضي إلى التزام الصمت، نجحت هذه الضغوط في الأشهر الأخيرة في كسر الحجاب المحكم عادة بالسرية المحيطة بأفراد العائلة المالكة وصناع القرار في الخليج".
ونُقل عن موران زاغا، الخبيرة في منطقة الخليج في المعهد الإسرائيلي للشؤون الخارجية الإقليمية قولها: "حدث شيء ما في السنوات العشر إلى العشرين الماضية جعل كل دولة تتعمق أكثر في أهدافها الوطنية، وتعملان معا بشكل أقل".
وأشارت الخبيرة إلى أن "التحول الإقليمي بعيدا عن الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري، قد منح قيمة كبيرة للدول القادرة على إلقاء ثقلها، الأمر الذي ربما أعطى الإمارات العربية المتحدة الزخم لمحاولة التملص من الظل السعودي".
وقالت زاغا في هذا السياق: "ليس لديهما المظلة الدفاعية التي كانت من قبل، ورغبة كل منهما هي زيادة قيمته النسبية في المنطقة".
وقيل في المقال إن "الخلاف الناجم (بين الرياض وأبوظبي) يؤثر ليس فقط على العلاقات الاقتصادية للمنطقة، بل وأيضًا على أجنداتها الدفاعية، والتي لا تتطابق دائما".
وأشير على هذا الصعيد إلى أنه "بالنسبة للسعوديين، يمثل الإيرانيون التهديد الأمني الرئيسي، في حين ترى الإمارات العربية المتحدة في جماعة الإخوان المسلمين، والمحور التركي القطري الذي يدعمها، العدو الأساسي لها".
المصدر: timesofisrael.com