وأكدت وثيقة الخطوط العريضة، التي تضمنت 30 بندا والتي نشرها عدد من وسائل الإعلام الاسرائيلية مساء الاثنين دون أن يتم الكشف عن مضمونها رسميا، أن الحكومة القادمة ستركز عملها في الأطر والمجالات المدنية والاقتصادية في إسرائيل، وستعمل على المصادقة على ميزانية الدولة للسنوات القادمة "بفترة قصيرة".
وبالشأن الاجتماعي، شدد الاتفاق على الدور المركزي للحكومة "برأب الصدع بين المركبات المختلفة للمجتمع الاسرائيلي، تقوية أسس إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وبروح وثيقة الاستقلال".
واتفقت أطراف حكومة التناوب بين رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، ورئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، على تشريع قانون يحدد مدة ولاية رئيس الحكومة بـ8 سنوات أو فترتين، ولكنها لم تتطرق إلى إمكانية سن قانون يمنع متهما بمخالفات جنائية من تولي منصب رئيس الحكومة أو الترشح للمنصب، علما بأن هذه المسألة كانت قد وردت في مسودة الخطوط العريضة، ولكنها غابت عن النسخة النهائية.
وعلى الصعيد السياسي، ينص الاتفاق على "العمل على تعزيز الأمن القومي الإسرائيلي والحفاظ على أمن المواطنين، إلى جانب السعي الدائم لتحقيق السلام". وفي الصياغة النهائية للاتفاق، لم تأت الأحزاب على ذكر "الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب"، علما بأن المسودات الأولية للاتفاق كانت قد شملت ذلك.
القدس
وفيما يتعلق بالقدس، ورد في الاتفاق أن الحكومة "ستعمل من أجل نمو وازدهار القدس، عاصمة إسرائيل، مع الاستمرار في تعزيز وتوسيع البناء فيها، وتحويلها إلى عاصمة ديناميكية وعصرية".
وأضاف الاتفاق: "ومن أجل ترسيخ مكانة المدينة كمركز للحكم، في غضون فترة وجيزة بعد تنصيب الحكومة، سيتم نقل جميع المكاتب الرسمية ومقرات المؤسسات الحكومية إلى القدس".
الدين والدولة
وفي ما يتعلق بعلاقة "الدين والدولة"، اتفقت الأحزاب على تشريع قانون التجميد وفقا للاقتراح الذي كانت قد قدمته وزارة الأمن الإسرائيلية، وتم التصويت عليه بالقراءة الأولى في الكنيست العشرين. وتجنب الاتفاق التطرق إلى القضايا الإشكالية المتعلقة بعلاقة الدين مع الدولة، بما في ذلك توسيع ساحة حائط البراق لصالح "الصلوات اليهودية"، و"نظام الكشروت"، وعمل المواصلات العامة أيام السبت، وفتح محال البقالة ومحلات السوبر ماركت أيام السبت.
تجدر الإشارة إلى أن اتفاق "الخطوط العريضة" التي ستحدد مجالات عمل الحكومة، منفصلة عن الاتفاقات الائتلافية الثنائية التي توصل إليها زعيم "يش عتيد"، لبيد، مع الأحزاب المشاركة في الائتلافي التي تضم: "يمينا" و"إسرائيل بيتنا"، و"الأمل الجديد"، و"أزرق أبيض"، و"العمل"، و"ميرتس"، و"القائمة "الموحدة".
هيكل وآليات عمل الحكومة
وتنص الاتفاقات الائتلافية على تعيين 28 وزيرا في الحكومة الجديدة و6 نواب وزارء، فيما يتألف المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت" من 12 وزيرا يقسمون بالتساوي بين معسكري اليمين والوسط - يسار، على أن يتم اعتبار ليبرمان على معسكر اليسار، ليتألف الكابينيت عمليا من أكثرية يمينية.
كما تنص الاتفاقات الائتلافية على منع بينيت من شغل أي منصب حكومي إذا ما تم إسقاط الحكومة عبر التصويت على حجب الثقة عنها في الكنيست، وذلك عبر تشريع يعمل الائتلاف الحكومي على سنه مع بداية عمل الحكومة بُعيد تنصيبها.
وحسب الاتفاق، فإنه في الجلسة العامة للحكومة والجلسات الوزارية المختلفة سيتم مناقشة مواضيع أقرت بعد التوافق بين رئيس الحكومة ورئيس الحكومة البديل، ولكليهما يوجد حق نقض متبادل. وقوة التصويت خلال الجلسة العامة للحكومة وللجان الوزارية ستكون متساوية بين الكتلتين، ولكل رئيس حكومة ستكون مسؤولية على وزراء كتلته.
وتعطي الاتفاقات الائتلافية كل من رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، ورئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، ورئيس حزب "ميرتس"، نيتسان هوروفيتس، حق الاعتراض على انضمام أي حزب أو كتلة برلمانية إلى الاتفاق الحكومي، في حين قال حزب "يمينا" مساء الاثنين إن ضم أحزاب جديدة إلى الائتلاف الحكومي سيقرره رئيس الحكومة ورئيس الحكومة البديل.
مكاسب "القائمة الموحدة" وليبرمان وساعر
وينص الاتفاق مع رئيس "الموحدة"، منصور عباس، على تمديد تجميد تنفيذ ما يعرف بـ"قانون كامينيتس" حتى العام 2024، وتجميد الهدم في النقب لمدة 9 أشهر، وتعيين أحد أعضاء الموحدة بمنصب نائب وزير في مكتب رئيس الحكومة، ورصد ميزانية تقدر بنحو نصف مليار شيكل لمشاريع في المجتمع العربي "بناء على تقديرات منصور عباس".
كما تلزم الاتفاقيات جميع أطراف الائتلاف على التصويت ضد أي قوانين من شأنها تغيير الوضع الراهن في ما يتعلق بعلاقة الدين والدولة.
وينص الاتفاق الائتلافي مع "الأمل الجديد" المنشق عن "الليكود"، على تشريع قانون ينص على تقسيم منصب المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية والمصادقة على مخطط يمنع الفلسطينيين من السيطرة على مناطق "سي"، وتعيين رئيس الحزب، جدعون ساعر، نائبا لرئيس الحكومة في ظل ولاية بينيت، في حين سيشغل بيني غانتس هذا المنصب بعد انتقال رئاسة الوزراء للابيد.
والاتفاق مع "إسرائيل بيتنا" ينص على إقامة وزارة جديدة تعنى بالزراعة وتوكل إليها حصرا القضايا المتعلقة بمنطقتي النقب والجليل، وتنفيذ مخطط توسيع ساحة حائط البراق أمام المصلين اليهود.
كما تنص الاتفاقات على تشريع قانون يسهل عملية تقسيم الكتل البرلمانية، ويهدف هذا التشريع إلى تسهيل انشقاقات محتملة لأعضاء كنيست عن "الليكود"، بما يسمح انشقاق 4 أعضاء كنيست. وأشارت القناة 12 إلى أن هذا البند جاء لتوفير بديل للقائمة الموحدة إذا قررت الانسحاب من الحكومة.
ولم يؤكد "يمينا" الاثنين تفاصيل الاتفاقات، لكنه قال إن تقاسم السلطة بين الكتلتين سيتم التصديق عليه في الجلسة العامة للكنيست وجلسات لجانه.
المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية