وواظب السكان على إحياء الذكرى بتجمعات حاشدة على ضوء الشموع في "فكتوريا بارك" على مدى العقود الثلاثة الماضية، فيما حظر العام الماضي التجمع الليلي للمرة الأولى بسبب تفشي فيروس كورونا، لكن الآلاف تحدوا الشرطة وشاركوا في التجمع.
وتحظر هونغ كونغ حاليا التجمعات لأكثر من 4 أشخاص ضمن تدابير الحد من كورونا، ما يجعل من المستحيل الحصول على تصاريح لتنظيم احتجاجات، إذ تمكنت المدينة من إبقاء عدد الإصابات منخفضا، ولم تسجل أي إصابة محلية غير معروفة المصدر، منذ أكثر من شهر.
وحذر المسؤولون أيضا من تطبيق قانون الأمن بحق المشاركين في ذكرى "تيان أنمين".
ويلجأ أهالي هونغ كونغ إلى أساليب مبتكرة، حيث جمع الفنان المحلي كيسي وونغ مئات من أعقاب الشموع التي أضيئت في تجمعات سابقة، ويعتزم توزيعها على الأهالي ليل الجمعة.
ولم تتدخل الشرطة العام الماضي، عندما تجمعت الحشود ثم تفرقت بهدوء في "فكتوريا بارك"، رغم أنها اعتقلت فيما بعد نشطاء، البعض منهم سجنوا لاحقا.
وتقول الشرطة، إنها "تعتزم وضع 3 آلاف عنصر في حالة تأهب"، وستوقف الحشود قبل أن يتجمعوا في الحديقة التي يراقبها الآن عناصر أمن من الصين، يقيمون في فندق فخم.
وحذر مكتب الأمن في هونغ كونغ من أن المشاركة في تظاهرة غير مرخصة يمكن أن يعاقب عليها بالسجن 5 سنوات، وسنة للذين يدعون للتجمعات.
ويقول نشطاء، إن "السلطات ستواجه صعوبة في منع جميع مظاهر إحياء الذكرى في مدينة لا تزال تشعر بالاستياء تجاه بكين إزاء قمع التظاهرات الحاشدة المطالبة بالديمقراطية والتي تخللها أحيانا أعمال عنف".
ودأبت العادة على إشعال شموع ذكرى تيان أنمين الساعة الـ8 مساء، في رمزية لتاريخ 1989.
من جهته، دعا الفنان باك-شيون الأهالي إلى كتابة الرقمين 6 و 4، اللذين يمثلان تاريخ الرابع من يونيو، على مفاتيح الكهرباء لحفظ ذكرى "تيان أنمين"، كلما أضاءوا النور.
بدورها قالت عضو مجلس المدينة، ديبي تشان، إنها "تعتزم إحياء الذكرى بجلسة قراءة شعر مع أهالي حيها.. لطالما كان إحياء الرابع من يونيو جزءا من الحراك الديمقراطي لهونغ كونغ".
وأضافت: "أنها من أكثر الأحداث التي طبعت حركتنا.. إذا استسلمنا الآن تقترب الخطوط الحمراء أكثر في المستقبل".
والحديث عن الدبابات والجنود الذين قمعوا متظاهرين سلميين مطالبين بالديمقراطية في بكين في الرابع من يونيو عام 1989، وهو ممنوع في الصين وتفرض رقابة مشددة على نشر صور من وقائع الحدث.
المصدر: "أ ف ب"