وأفادت المصادر للبوابة الإخبارية الأمريكية بأن ترامب كان ينوي في هذا الصدد أعادة قوات بلاده من أفغانستان وألمانيا والعراق وسوريا في أقرب وقت ممكن.
وذكرت المصادر أن أحد أقرب مساعدي الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين (ترامب)، جون ماكنتي، قام في 9 نوفمبر من العام الماضي، بتسليم الكولونيل المتقاعد دوغلاس ماكغريغور، الذي وافق على تولي منصب كبير مستشاري وزير الدفاع في نفس اليوم، "ورقة عليها عدة ملاحظات" وأبلغه بالتالي: "هذا ما يريدكم الرئيس أن تفعلوه".
واحتوت الورقة على قائمة بأربعة بنود: "اسحبونا من أفغانستان. اسحبونا من العراق وسوريا. أكملوا انسحاب القوات من ألمانيا. أخرجونا من إفريقيا".
وكما تفيد بوابة أكسيوس فإن ماكغريغور "صُدم" وأخبر ماكنتي أنه يشك في أن البنتاغون سيكون قادرا على الامتثال للأمر قبل تنصيب الرئيس الفائز جو بايدن في 20 يناير. وذكر أن أحد مساعدي ترامب قال له: "إذن انسحبوا قدر المستطاع".
واعتقد ماكغريغور أن وزير الدفاع بالنيابة آنذاك، كريستوفر ميلر، ربما لم يكن قادرا على التصرف في حدود سلطته لسحب القوات من أفغانستان في أقرب وقت ممكن. وأشار مستشار وزير الدفاع بالوكالة إلى الحاجة إلى أمر رسمي من ترامب.
واتصل مساعد ماكنتي بماكغريغور في الوقت نفسه في اليوم التالي، معترفا بأنه لا يعرف كيفية صياغة المذكرة التي يتوجب أن يوقع عليها الرئيس، وطلب مساعدته.
وبنتيجة ذلك، تلقى ميللر في 11 نوفمبر أمرا من ترامب يقول: "يجب سحب جميع القوات الأمريكية من الصومال بحلول 31 ديسمبر 2020. ويجب سحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 15 يناير 2021".
ونُقل أن ميللر ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية الجنرال، مارك ميلي، أصيبا "بصدمة"، ولم يتم إجراء أي مشاورات حول هذه المسألة، ولم يتم النظر في عواقبها، حسب معلومات البوابة التي لفتت أيضا إلى أن مبادرة إصدار الأمر جاءت من ترامب نفسه، ولم يعرف أحد تقريبا عنها في البيت الأبيض، باستثناء ماكنتي ومساعدوه.
وبالنهاية، استطاع روبرت أوبراين، الذي كان يعمل حينها مساعدا للرئيس للأمن القومي، إقناع ترامب بتأجيل الأمر، وعقد اجتماع في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض لمدة 48 ساعة.
وفي هذا الاجتماع، عارض أوبراين وميلر وميلي مبادرة الرئيس. وبعد مشاورات، أعلن ميللر أن السلطات تعتزم الإبقاء على 2.5 ألف من جنودها في أفغانستان والعراق بحلول 15 يناير 2021، فيما تؤكد البوابة الإخبارية الأمريكية أن إدارة ترامب لم تناقش هذه المسألة مع الكونغرس أو حلفائها.
المصدر: تاس