وأفادت مجلة "المصلحة الوطنية" المتخصصة في الشؤون العسكرية والاستراتيجية بأن بيونغ يانغ كانت قد أرسلت طائرات مقاتلة في ستينيات القرن الماضي إلى فيتنام الشمالية لمساعدتها، وخاض الطيارون الكوريون الشماليون معارك جوية مع الطيارين الأمريكيين فقد عدد منهم حياتهم خلالها.
وذكر تقرير بهذا الشأن أن زيارة قام بها وزير خارجية كوريا الشمالية عام 2000 إلى مقبرة باك غيانغ في فيتنام حقيقة وصفت بالشائعة، تتمثل في مهاجمة عشرات من الطيارين الكوريين الشماليين طيارين تابعين للبحرية ولسلاح الجو الأمريكي في سماء فيتنام خلال الستينيات، قتل خلالها 14 طيارا كوريا شماليا.
وقالت المجلة الأمريكية أن المؤرخين بعد تقارير غامضة مبكرة، اكتشفوا الكثير بشأن أنشطة طياري بيونغ يانغ، الذين قيل إنهم قدموا مساهمة كبيرة في الحرب الجوية التي خاضتها فيتنام الشمالية ضد الطائرات الحربية الأمريكية خاصة بين عامي 1967 و1968.
ورأى التقرير من جانب آخر أن استنزاف القوات الأمريكية والكورية الجنوبية في حرب فيتنام، أتاح الفرصة أمام كوريا الشمالية لشن حملة تهدف إلى إثارة ثورة في كوريا الجنوبية بأقل قدر من ردود الفعل من واشنطن، مشيرا إلى أن نشاطات بيونغ يانغ في هذا الصعيد بلغت ذروتها بمحاولة اغتيال رئيس كوريا الجنوبية في عام 1968، والاستيلاء على سفينة التجسس الأمريكية "يو إس إس بويبلو" في المياه الدولية.
ونقل التقرير عن وثائق فيتنامية ترجمت عام 2011 أن الترتيبات بدأت برسالة من كوريا الشمالية، تلقتها هانوي في 21 سبتمبر 1966، طلبت فيها الإذن بإرسال فرق من طياري سلاح الجو الكوري الشمالية لدعم المجهود الحربي لفيتنام.
وتوصلت لجنة كان يرأسها الجنرال الفيتنامي الأسطوري فو نجوين جياب إلى اتفاق نص على أن يطلق على أفراد القوات الجوية الكورية الشمالية اسم "المتخصصين"، وأن هؤلاء سيكونون تحت قيادة كورية شمالية يساعدها ممثلون فيتناميون يتولون تكليفهم بمهمات عمل محددة.
وروي في هذا السياق أنه بعد فترة وجيزة من اتفاق الطرفين، وصلت إلى هانوي الدفعة الأولى من الطائرات الحربية الكورية الشمالية وتتمثل في 10 مقاتلات من طراز "ميغ – 17"، ولاحقا تم نشر مقاتلات كورية شمالية سوفيتية الصنع أكثر تطورا من طراز "ميغ – 21" في شمال فيتنام.
ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من نقل رفات الطيارين الكوريين الشماليين الـ 14 إلى بلادهم في عام 2002، إلا أن شواهد القبور لا تزال بمثابة نصب تذكاري في فيتنام.
ونسبت التقارير إلى طيار فيتنامي قوله إن الطيارين الكوريين الشماليين، أعلنوا أنهم دمروا 26 طائرة حربية أمريكية، واصفا هؤلاء بأنهم خاضوا معارك جوية بشجاعة فائقة لكنهم كانوا بطيئين في ردود أفعالهم بشكل عام، ما تسبب في سقوط عدد منهم.
وأشار التقرير إلى أن كوريا الشمالية سحبت قواتها الجوية من فيتنام عام 1969، لافتا إلى أن بيونغ يانغ تعد فيتنام نموذجا لإعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية.
وعلى الرغم من الصلات التاريخية والايديولوجية بين بيونغ يانغ وهانوي، تلفت المجلة الأمريكية إلى أن العلاقات بين الحليفتين السابقتين ظلت باردة، خاصة أن كوريا الشمالية فشلت في عام 1996 في دفع ثمن شحنة أرز فيتنامية، فيما تعد كوريا الجنوبية لا الشمالية اليوم إحدى أكبر شركاء فيتنام الاقتصاديين.
المصدر: المصلحة الوطنية