وعلى خلفية الجدل الذي أثاره داخل الولايات المتحدة اغتيال الجنرال الإيراني البارز بغارة أمريكية في العراق مطلع الشهر الجاري دون التنسيق مع الكونغرس، لا يزال ترامب وكبار المسؤولين في إدارته يصرون على أن سليماني كان يشكل "تهديدا وشيكا" على مصالح الولايات المتحدة، لكنهم لم يستطيعوا بعد تقديم توضيحات مقنعة بشأن ما يقصدونه بهذه العبارة.
وذكر ترامب في حديث لقناة "فوكس نيوز"، الجمعة الماضي، أن سليماني كان يخطط لتدبير هجمات كبيرة على أربع سفارات أمريكية، غير أن بومبيو بدوره قال في مقابلة مع القناة نفسها: "لا شك أن سليماني كان يخطط لتدبير سلسلة هجمات وشيكة. لا نعرف بدقة متى وأين كانت ستحدث لكن هذا الخطر كان حقيقيا".
ويصب هذا التضارب الزيت على نيران الجدل المستمر في الأوساط السياسية الأمريكية بشأن ما إذا كان اغتيال سليماني خطوة مطلوبة في الواقع.
وأعرب عدد من أعضاء الكونغرس، لا من الحزب الديمقراطي فحسب، بل ومن الجمهوريين الموالين عادة لترامب، عن عدم رضاهم على الموجز الذي عقدته الإدارة الأمريكية الأربعاء لإطلاع المشرعين على المعلومات الاستخباراتية التي قيل إنها دفعت البيت الأبيض إلى اغتيال الجنرال البارز.
وفي خطوة نادرة، ندد السيناتوران الجمهوريان، راند بول ومايك لي، علنا، بالموجز الذي استمر 75 دقيقة فقط، وقال لي إن ذلك كان "أسوأ موجز" حضره منذ دخوله مجلس الشيوخ قبل تسعة أعوام، واصفا إياه بأنه إهانة للكونغرس وللدستور الأمريكي".
من جانبه، أشار السيناتور الديمقراطي، كريس ميرفي، إلى أن إدارة ترامب لم تبلغ الكونغرس خلال الموجز عن أي خطط إيرانية لاستهداف أربع سفارات أمريكية، مضيفا أن هناك تفسيرين فقط لهذا الأمر: إما أن قناة فوكس نيوز تتلقى موجزا أكثر تفصيلا من الكونغرس، أو أنه لم يكن هناك مثل هذه المخططات إطلاقا".
المصدر: RT + وكالات