وأشارت السلطات الإيرانية إلى أن عملية استخلاص المعلومات من مسجلي الصوت وبيانات الطيران قد تستغرق شهرا أو شهرين. وقالت إنها قد تطلب مساعدة روسيا أو كندا أو فرنسا أو أوكرانيا إذا اقتضى الأمر.
وقال رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية، في مؤتمر صحفي في طهران، اليوم الجمعة: "نفضل تحميل بيانات الصندوقين الأسودين في إيران. لكن لو وجدنا صعوبة في ذلك بسبب الأضرار التي لحقت بالصندوقين فسنطلب المساعدة".
وعرض التلفزيون الحكومي الإيراني، في وقت سابق، لقطات للصندوقين، قائلا إنه يمكن تحميل معلوماتهما وتحليلها.
كما قالت طهران إن التحقيق في الحادث قد يستغرق عاما أو عامين.
ورجح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس الخميس، أن تكون الطائرة (كان على متنها 63 كنديا) قد تحطمت جراء إصابتها بصاروخ أرض-جو إيراني، مستشهدا بمعلومات استخباراتية كندية ومعلومات تأتي من "مصادر أخرى"، على الرغم من قوله إن ذلك "ربما لم يكن متعمدا".
وقالت أوكرانيا إنها لا تستبعد أن تكون ضربة صاروخية وراء الحادث، لكن ذلك لم يتأكد. وتحطمت رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية وهي في طريقها من طهران إلى كييف، يوم الأربعاء، فيما كانت إيران في حالة تأهب لرد عسكري أمريكي بعد ساعات من إطلاقها صواريخ على أهداف أمريكية بالعراق.
وطلب المدعي العام الأوكراني من كندا "تقديم المعلومات المتاحة للجانب الكندي والتي قد تسهل التحقيقات الجنائية" في الحادث.
ونفت إيران أن تكون الطائرة المنكوبة قد أصيبت بصاروخ قائلة إن مثل هذه التقارير "حرب نفسية على إيران".
وقال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في بيان: "يمكن لكافة الدول التي كان لها مواطنون على متن الطائرة أن ترسل ممثلين، ونحث بوينغ على إرسال ممثلها للانضمام إلى عملية فحص الصندوق الأسود".
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه بعد التنسيق مع أوتاوا، توجه وفد من عشرة كنديين إلى طهران لمتابعة أمر الضحايا الكنديين، مع العلم أن كندا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إيران.
وأشارت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الجمعة، إلى أن ممثلين أمريكيين وكنديين وفرنسيين سيسافرون إلى طهران لحضور اجتماعات للتحقيق الذي تقوده إيران في الحادث.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء: "بمجرد وصولهم، سيحضرون الاجتماعات للتحقيق في أسباب الحادث".
وزاد الحادث الذي أسفر عن مقتل 176 شخصا من ست جنسيات، من الضغوط الدولية على إيران بعد شهور من التوترات مع الولايات المتحدة ثم الضربات العسكرية المتبادلة. وقتلت واشنطن، الأسبوع الماضي، قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في هجوم بطائرة مسيرة في العراق، مما دفع طهران للرد بإطلاق صواريخ على قاعدتين عراقيتين تستضيفان عسكريين أمريكيين.
المصدر: رويترز