فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت الماضي، استكمال الاستعدادات للعملية، مشيرا إلى أن "وقت تنفيذها قد حان"، وأتبع ذلك بإجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الأحد، تناولا فيه المنطقة الآمنة المزمع تأسيسها شرق الفرات.
وأسفر هذا الاتصال عن إعلان البيت الأبيض أن تركيا ستبدأ عملية شمال سوريا كانت تخطط لها منذ فترة، والقوات الأمريكية لن تدعمها ولن تشارك فيها، وهذا ما وصفه العديدون من أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين بتخاذل ترامب أمام أروغان.
ويوم 7 أكتوبر الجاري، أعلن الرئيس التركي، قبيل مغادرته إلى صربيا، أن انسحاب القوات الأمريكية من مناطق شرق الفرات بدأ فعليا، وذلك بعد مكالمته الهاتفية مع نظيره الأمريكي.
وفي الأثناء صرح الرئيس الأمريكي قائلا: "بالنسبة لنا حان الوقت للابتعاد عن هذه الحروب التي لا تنتهي، وآن الأوان لعودة جنودنا إلى البلاد".
بالمقابل قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: "في حال قامت تركيا باحتلال سوريا، سنقترح حزمة عقوبات ضد هذا البلد، يؤيدها كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وفي حال أغارت تركيا على القوات الكردية التي ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة داعش، سندعو إلى تعليق عضوية تركيا في الناتو".
وزاد الطين بلة إعلان البيت الأبيض أن ترامب أعرب لأردوغان "عن رغبته في العمل سويا مع تركيا على مباعث قلقها الأمنية النابعة من شمال شرق سوريا، وبالتشديد على أهمية ألا تسيئ تركيا التعامل مع الأكراد وباقي المقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية الذين حاربنا معهم تنظيم داعش".
كما أجرى أردوغان اتصالا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ادعى فيه أن العملية ستساهم في تحقيق السلام والاستقرار بسوريا، لكنه سمع ردا بوجوب التفكير مليا بالعمليات العسكرية التي يحضر لها.
وأجرى متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، اتصالا بمستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، قبل العملية مباشرة.
وأبلغت وزارة الدفاع التركية الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وحلف "الناتو" والأمم المتحدة بالعملية الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش بعد ظهر أمس الأربعاء التاسع من أكتوبر.
وسارعت الخارجية التركية لإبلاغ أمين عام الناتو والأمين العام للأمم المتحدة بالعملية، وأرسلت مذكرة بالخصوص إلى القنصلية السورية في اسطنبول.
وادعت تركيا أن هدف العملية هو القضاء على ما أسمته "الممر الإرهابي" المراد إنشاؤه قرب حدود تركيا الجنوبية، وإحلال السلام والأمان في تلك المناطق.
ومع أن الفترة التي سبقت انطلاق عملية "نبع السلام" مساء الأربعاء، ضد التنظيمات الكردية في مناطق شرق الفرات السورية، شهدت حراكا دبلوماسيا مكثفا من جانب أنقرة، إلا أن هذا الحراك لم يسفر عن إعلان أي دولة في العالم تأييدها للعملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي، بل على العكس من ذلك دانت غالبية الدول هذه العملية وعلى رأسها الدول الأوروبية وجامعة الدول العربية، وغالبية أعضاء الكونغرس الأمريكي، فيما أطلق الرئيس الأمريكي تصريحات متناقضة بشأنها، وبدا حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا محرجا في إعلان موقف واضح، فاكتفى بإعلان مواقف ضبابية.
المصدر: وكالات