وتؤكد حزمة من الرسائل نشرتها مساء أمس الخميس ثلاث لجان في الكونغرس منخرطة في التحقيق الجاري بهدف تحديد ما إذا كان يجب بدء تطبيق إجراءات العزل بحق ترامب، تؤكد أن ثلاثة مسؤولين كبار في إدارة ترامب حثوا زيلينسكي، بعد وقت قصير من توليه مقاليد الحكم، على الإعلان رسميا عن فتح تحقيق في أنشطة هانتر بايدن، نجل منافس ترامب المحتمل في انتخابات الرئاسة المقبلة، نائب الرئيس السابق جو بايدن، مستغلين ملفي ترتيب زيارة الرئيس الأوكراني الجديد إلى واشنطن والمساعدات العسكرية الأمريكية إلى كييف كآلية ضغط على زيلينسكي.
وتوضح الرسائل التي بعث بها إلى كييف خلال الفترة بين يوليو وأوائل سبتمبر كل من مندوب الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، غوردون سوندلاند، ومبعوثها الخاص المستقيل حديثا إلى أوكرانيا، كورت فولكر، وسفيرها إلى كييف، بيل تايلور، توضح أن أي تحسن في العلاقات بين الدولتين يتوقف على كيفية تجاوب الرئيس زيلينسكي مع طلب البيت الأبيض للتحقيق مع نجل بايدن الذي كان يتولى منصبا في مجلس إدارة شركة Burisma الأوكرانية العاملة في مجال الغاز.
وأبلغ فولكر في إحدى الرسائل مساعد زيلينسكي، أندريه يرماك، بأن البيت الأبيض على ما يبدو لن يحدد موعد زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن ما لم يعلن الأخير عن نيته فتح التحقيق، غير أن كييف أبدت مخاوفها واقترحت أن يصدر زيلينسكي بيانا رسميا بشأن التحقيق عقب تحديد موعد الزيارة.
وفي نفس اليوم، سلم فولكر إلى يرماك مسودة بيان أعده الجانب الأمريكي لزيلينسكي، غير أن هذه الخطة فشلت عندما علم الجانب الأوكراني من وسائل الإعلام عن قرار ترامب تجميد 250 مليون دولار مخصصة لمساعدة الجيش الأوكراني.
وكشفت الرسائل المنشورة وجود خلافات بين الدبلوماسيين الأمريكيين، حيث أبدى تايلور قلقه إزاء موقف واشنطن وتساءل بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة تستخدم مسألتي المساعدات والزيارة كآلية ضغط على زيلينسكي، فيما بدا سوندلاند مهندسا رئيسيا لصيغة "تبادل المنافع" بين الإدارتين.
لكن بعد رفع شكوى التبليغ المدوية حول الاتصال الهاتفي بين ترامب وزيلينسكي، سرعان ما عاد سفير واشنطن لدى الاتحاد الأوروبي إلى نبرة رسمية متحفظة إذ قال في إحدى الرسائل إن ترامب "أكد بوضوح تام أن الحديث لا يدور عن تبادل المنافع".
ونشرت هذه الوسائل عقب استجواب المحققين في مجلس النواب الأمريكي فولكر على مدى عشر ساعات.
المصدر: غارديان + أسوشيتد برس