ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته، أمس الأربعاء، عن مسؤولين أمريكيين سابقين مطلعين على الموضوع، قولهما إن الوعد الذي قدمه ترامب أثناء اتصال مع ذلك الزعيم الأجنبي الذي لم يكشف عن اسمه كان "مقلقا" لدرجة دفعت مسؤولا استخباراتيا مطلعا على فحوى الاتصال إلى التقدم بشكوى تبليغ إلى المفتش العام للاستخبارات الأمريكية، مايكل أتكينسون.
وخلص أتكينسون إلى أن الشكوى تحظى بمصداقية ويمكن تصنيفها مسألة ذات أهمية عاجلة، ما يقضي بإبلاغ اللجان المختصة في الكونغرس بشأنها، غير أن القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جوزيف ماغواير، احتج على ذلك ورفض إطلاع المشرعين على مخالفة مزعومة من قبل ترامب، ما أسفر عن اندلاع جدل قضائي وسياسي وأثار تكهنات بأن رئيس الجهاز الاستخباراتي يحاول حماية رئيس البلاد بطريقة غير مناسبة.
ومن المقرر أن يمثل أتكينسون أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بجلسة استماع مغلقة، في خطوة اتخذها رئيس اللجنة النائب الديمقراطي آدام بي. شيف، لإجبار المسؤولين الاستخباراتيين على الكشف عن جميع تفاصيل الشكوى إلى المشرعين.
من جانبه، وافق ماغواير على تقديم إفاداته في القضية إلى أعضاء اللجنة الأسبوع المقبل، حسب بيان أصدره شيف أمس وتُذكر فيه شكوى تتعلق بسلوك مقلق لـ"شخص خارج الاستخبارات"، دون ذكر اسم ترامب.
وأكدت مصادر الصحيفة أن الشكوى تم رفعها في 12 أغسطس، وخلال الأسابيع الخمسة السابقة، تواصل ترامب مع خمسة زعماء أجانب على الأقل، وهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، بالإضافة إلى رئيسي وزراء باكستان عمران خان وهولندا مارك روتي، غير أن الاتصال مع بوتين فقط الذي جرى في 31 يوليو كان مكالفة هاتفية.
من جانبه، فند ترامب التقرير ووصفه بأنه "خبر مفبرك جديد"، قائلا، على حسابه في "تويتر" إنه في كل مرة يتحدث فيها مع أي زعيم أجنبي يفهم أن هناك كثير من الناس من مختلف الوكالات الأمريكية وآخرون من الجانب الثاني يستمعون إلى المكالفة، ولذلك لم يكن سيخطر في باله تقديم أي وعود تستدعي تساؤلات.
وتابع: "على أي حال لن أفعل سوى ما هو الصحيح ويخدم خير الولايات المتحدة".
المصدر: واشنطن بوست +RT