وقال الرئيس بوتين في المؤتمر الصحفي الختامي للقمة الثلاثية حول سوريا في أنقرة، اليوم الاثنين، إن "روسيا تعتزم دعم الجيش السوري أثناء عملياته المحدودة الهادفة إلى قطع دابر الخطر الإرهابي، حيث يظهر".
وأعاد إلى الأذهان أن "نظام وقف إطلاق النار لم يشمل الإرهابيين أبدا".
وأشار بوتين إلى أن الرؤساء الثلاثة بحثوا بالتفصيل موضوع محاربة الإرهاب، مضيفا أن جماعات على صلة بتنظيم "القاعدة" باتت تسيطر على منطقة إدلب تقريبا. وقال: "لا يمكننا أن نتسامح مع هذا، ولذلك اتفقنا مع السيد أردوغان والسيد روحاني على مواصلة العمل المشترك بهدف إزالة التوتر في إدلب بشكل نهائي".
كما شدد على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين.
وقال بوتين: "جميعنا ندعو إلى وحدة أراضي سوريا وننطلق من أنه بعدما يتم حل القضايا المتعلقة بضمان الأمن ومحاربة الإرهاب، ستتم استعادة وحدة الأراضي السورية بالكامل وهذا يخص أيضا سحب كل القوات الأجنبية من أراضي سوريا".
وجدد التأكيد على أن الحضور العسكري الأمريكي في سوريا غير شرعي، مضيفا أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتخذ قرارا بسحب القوات الأمريكية من سوريا و"ننطلق من أنه سيتم تنفيذ ذلك".
وبشأن اللجنة الدستورية السورية، شدد بوتين على أنه لا يجوز السماح بأن يواجه المشاركون في اللجنة الدستورية قيودا من قبل قوى خارجية. وقال: "ننطلق من أن عمل اللجنة الدستورية سيلعب الدور الحاسم في التطبيع النهائي للأوضاع في سوريا"، مؤكدا أن الدول الضامنة ستساعد في إطلاق عملها.
وأشار بوتين إلى أن الجولة الـ 14 من المشاورات على مستوى الخبراء في إطار عملية أستانا ستجري في أكتوبر بالعاصمة الكازاخستانية نور سلطان (أستانا سابقا).
من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن موضوعي إدلب واللجنة الدستورية كانا الموضوعين الرئيسين خلال المباحثات.
ودعا أردوغان إلى منع وقوع أزمة نزوح في إدلب، مشيرة إلى أنه لا يجوز السماح بنزوح 4 ملايين سوري آخرين.
وصرح أردوغان بأنه يمكن بناء مساكن للنازحين السوريين داخل المنطقة الآمنة على الحدود مع تركيا، مضيفا أن أنقرة مستعدة لتأخذ على عاتقها المسؤوليات الضرورية.
وأكد أردوغان أن تركيا لن تسمح بظهور "ممرات إرهابية" قرب حدودها، معتبرا أن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا، تشكل الخطر الرئيس بعد "القضاء على خطر داعش".
وحذر من أن تركيا قد تقوم بخطوات لإقامة منطقة آمنة في سوريا بنفسها، إن لم تتفق مع الولايات المتحدة خلال أسبوعين.
بدوره، أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى وجود جماعات إرهابية داخل الأراضي التي تسيطر عليها الولايات المتحدة شرقي الفرات، مضيفا: "نعرف جميعا من يزودها بالأسلحة".
وشدد على ضرورة انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة واستعادة الحكومة السورية للسيطرة على كامل الأراضي، بما فيها في شمال البلاد وشرقي الفرات، مشيرا إلى أن لدى واشنطن "نوايا خبيثة" بشأن سوريا.
البيان الختامي: التأكيد على سيادة سوريا وإدانة الضربات الإسرائيلية
وأكدت الدول الثلاث في البيان الختامي الصادر عن القمة على التمسك بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، مضيفة على أن هذه المبادئ يجب أن تلتزم بها كافة الأطراف وأنه لا يمكن أن تقوضها أي أعمال.
كما شددت على أن "الضربات العسكرية الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار وتنتهك سيادة الدولة"، وأن "كل ذلك يؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة".
ورحبت الدول بانضمام لبنان والعراق إلى العملية بصفة دولتين مراقبتين.
واتفق الرؤساء الثلاثة على أن تعقد القمة الثلاثية التالية في طهران.
المصدر: RT، وكالات