وجاءت تصريحات ترامب في خضم الجدل حول النائبتين الديمقراطيتين إلهان عمر ورشيدة طليب اللتين منعتهما إسرائيل من زيارة الأراضي المحتلة.
ووصف الرئيس الأمريكي، إلهان عمر بأنها "كارثة" لليهود، وأكد أنه لا يتأثر بالدموع التي ذرفتها رشيدة طليب يوم الاثنين في مؤتمر صحفي تحدثت فيه عن قرارها عدم السفر إلى إسرائيل لرؤية جدتها العجوز، التي تعيش في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت عمر حينها: "نحن نقدم لإسرائيل أكثر من ثلاثة مليارات دولار كل عام وكل هذا بحجة كونهم حليفين مهمين في المنطقة والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، لكن رفض زيارة أعضاء منتخبين حسب الأصول في الكونغرس لا يتوافق مع تحالفهم. وحرمان ملايين الناس من حرية الحركة أو التعبير أو تقرير المصير لا يتفق مع إسرائيل كونها دولة ديمقراطية".
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن تصويت اليهود الأمريكيين لصالح الحزب الديمقراطي يعتبر خيانة وعدم ولاء، وانتقد دفاعهم عن عضوتي الكونغرس، وأضاف: أعتقد أن أي يهودي يصوت لصالح ديمقراطي أن يكون لديه نقصا تاما في المعرفة أو عدم ولاء.
وانتقد ترامب عضوتي الكونغرس على اقتراحهما الأخير قطع المساعدات عن إسرائيل، وقال: "لن نقطع مساعداتنا إلى إسرائيل بسبب شخصين يكرهان إسرائيل والشعب اليهودي - لا أستطيع أن أصدق أننا نجري هكذا نقاش. أين ذهب الحزب الديمقراطي؟ أين ذهبوا؟ حيث يدافعون عن هذين الشخصين بوجه إسرائيل؟".
وأضاف: "يجب أن تسمع الأشياء الفظيعة التي قالتها طالب عن إسرائيل خلال العامين الماضيين. عمر كارثة للشعب اليهودي. لا أستطيع أن أتخيل ما إذا كان لديها منتخبون يهود. كيف يمكن للناس في منطقتها أن يصوتوا لها؟".
وبمجرد الانتهاء من مقابلة ترامب، ظهرت مجموعة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي وفي البيانات الصحفية.
واعتبر هالي سويفر المدير التنفيذي للمجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي تصريحات الرئيس ترامب "مثالا آخر على أن دونالد ترامب مستمر في تسليح وتسييس معاداة السامية".
وقال: "ترامب يعيد تكرار معاداة السامية". وأضاف: "نحن نعيش في ديمقراطية، وقد انخفض دعم اليهود للحزب الجمهوري إلى النصف في السنوات الأربع الماضية".
وبالمثل، انتقدت اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC) بحدة تصريحات ترامب وقالت: "كفى يا سيدي الرئيس، اليهود الأمريكيون - كجميع الأمريكيين – لهم مجموعة من وجهات النظر السياسية. تقييمك لمعرفتهم أو ولائهم بناء على تفضيلهم الحزبي، مثير للخلاف وعدم الاحترام وغير مرحب به. يرجى التوقف".
وأدان زعماء يهود أمريكيون الثلاثاء تصريحات ترامب بعد اتهامه لليهود الذين يدعمون الديمقراطيين "بعدم الولاء الشديد" ، قائلين إنه كان يوظف طبقة خطيرة معادية للسامية.
"ودعا جوناثان غرينبلات من رابطة مناهضة التشهير، الرئيس إلى التوقف عن "استخدام اليهود ككرة قدم سياسية".
وأضاف: "هذا بلد حر. اليهود ليسوا كتلة متجانسة، ولا ناخبين في قضية واحدة سوف يصوت البعض للديمقراطيين، والبعض الآخر للجمهوريين، وكأمريكيين فهذا حقهم".
وفي الواقع صوت أكثر من 75% من اليهود الأميركيين لصالح الديمقراطيين في منتصف العام 2018، ووفقا لاستطلاعات الرأي، شكل ذلك زيادة بنسبة أربع نقاط مئوية عن نسبة الناخبين اليهود (71%) الذين صوتوا لهيلاري كلينتون منافسة ترامب في عام 2016.
وقال آرون كياك الرئيس السابق للمجلس الوطني اليهودي الديمقراطي والناشط السياسي المخضرم: "هذا النوع من الهجمات خطير ومتهور وخاطئ. لمجرد أن الرئيس ترامب لا يحظى بشعبية كبيرة في مجتمعنا ليس سببا لتشويه سمعة شعبنا. لقد رأينا أين قاد هذا الطريق من قبل".
ووصفت آن لويس ومارك ميلمان من الأغلبية الديمقراطية تصريحات ترامب بأنها "واحدة من أخطر الاتهامات القاتلة التي واجهها اليهود على مر السنين، وأدت الاتهامات الخاطئة بعدم الولاء على مر القرون إلى قتل اليهود وسجنهم وتعذيبهم".
وأشار غير اليهود أيضا إلى دلالات تصريحات ترامب، حيث قال مذيع شبكة "سي بي اس" السابق دان راذر: لنكن واضحين وضوح الشمس، فعندما يقول ترامب إن اليهود الذين يصوتون لصالح الديمقراطيين يظهرون "إما نقصا تاما في المعرفة أو عدم الولاء الشديد، فإنه يستجمع قوى التعصب ومعاداة السامية بكل تاريخها الملطخ بالدماء".
وقال لوغان بايروف مدير الاتصالات في منظمة الدعوة اللبرالية في الشرق الأوسط: "من الخطر والخزي أن يهاجم الرئيس ترامب الغالبية العظمى من الجالية اليهودية الأمريكية باعتبارها غير ذكية وغير مخلصة".
وأضاف: "لكن ليس من المستغرب أن تتحول الآن هجمات الرئيس العنصرية المخادعة التي تتعرض لها نساء تقدميات في الكونغرس إلى مسبات ضد اليهود".
المصدر: "جيروزاليم بوست"+"تايمز أوف إسرائيل"