إحياء هذه المأساة بدأ بدقيقة صمت في الساعة الحادية عشر ودقيقتين، وهو توقيت انفجار القنبلة النووية الأمريكية فوق ناغازاكي بقوة بلغت 21 كيلوطنا.
وتسبب الجحيم النووي الذي انصب على ناغازاكي بعد 3 أيام من القنبلة المماثلة التي ضربت هيروشيما، في قتل 74 ألف شخص من سكانها، وتدمير مؤسساتها ومدارسها ومستشفياتها ومعالمها.
حصدت القنبلتان النوويتان اللتان ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي، في الاستخدام الأول والوحيد من نوعه لهذا السلاح الرهيب، أرواح 214 ألف شخص في الحال.
اللافت أن القنبلة النووية التي ألقيت على ناغازاكي وأطلق عليها اسم "الرجل البدين"، كانت تحتوي على البلوتونيوم 139، فيما صنعت قنبلة هيروشيما من اليورانيوم 235، ما يتبادر إلى الذهن أن واشنطن حينها لم تكن تدافع عن مصالحها فحسب، بل وتجرب أنواعا من سلاح رهيب جديد.
وفيما تذرع الأمريكيون بأن وقف الحرب النهائي والعنف والخلاص من الهجمات اليابانية كانت مرتبطة بالضربة النووية، أكدت المعطيات حينها بما لا يحتمل الشك أن استسلام اليابان بات أمرا مفروغا منه.
على الأرجح أن الأمريكيين أرسلوا جحيمهم النووي الثاني على اليابان في ناغازاكي من دون اضطرار، بل لمجرد الاستعجال والإمعان في التنكيل بالخصم الذي أوجعهم في هجومه العنيف والمفاجئ على الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر.
وربما أرادوا حينها أن يعلنوا للعالم، وخاصة للاتحاد السوفيتي، أنهم القوة النووية الوحيدة، وأنهم لن يترددوا في استعمال هذا السلاح الفتاك ضد خصومهم، إلا أن حصول الاتحاد السوفيتي السريع على القنبلة النووية حرم الأمريكيين في وقت قياسي من نشوة التهديد و"اللعب" بهذا السلاح المرعب.
المصدر: RT