سارع الكثير من المواطنين الجورجيين إلى التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم بعد بث قناة "روستافي 2" مساء أمس الأحد برنامجا قدمه الإعلامي غيورغي غابونيا وبدأه بإطلاق المسبات والشتائم باللغة الروسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووالديه الراحلين مستخدما أبشع الألفاظ.
ومع حلول الليل، تجمع حشد من المواطنين أمام مقر القناة في فعالية احتجاجية منددين بالتصريح المشؤوم ومطالبين القناة بالاعتذار، ما اضطر إدارتها إلى إغلاقها ووقف البث حتى صباح الاثنين "حفاظا على سلامة موظفيها" بعد تعرض بعضهم للاعتداء من المحتجين.
وأعربت رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي عن "إدانتها المطلقة لخطاب الكراهية والعدوان اللفظي والإهانات والتصريحات الاستفزازية التي صدرت اليوم على قناة "روستافي2"، مشيرة إلى أن ذلك "يتعارض مع كل التقاليد الجورجية، ولا يصب إلا في تعميق الانقسام وتصعيد التوتر داخل البلاد، ومع روسيا وفي المنطقة".
من جانبه، وصف رئيس الوزراء ماموكا بختادزه ما عرضته "روستافي2" بأنه "رسالة خطيرة جدا موجهة ضد السلم والأمن في جورجيا"، و"عمل استفزازي مثير للاشمئزاز ومحاولة لزعزعة استقرار بلدنا، وهو أمر مرفوض تماما"، معربا عن أمله في أن ينأى جميع مواطني جورجيا وأصدقاؤها بأنفسهم عن هذه النزعة المحفوفة بالمغامرة".
أما إدارة القناة، فقد تبرأت من تصريحات غابونيا، مشيرة إلى أنها لم تكن على علم بنواياه، وأكد مدير القناة أن "التعبير عن الرأي بهذا الشكل غير مقبول على الإطلاق ولا يتسق مع معايير القناة التحريرية أو متطلبات المهنية"، لكنه رفض الاعتذار عن شتم بوتين، مبديا تضامنه مع مغزى كلام غابونيا.
تجدر الإشارة إلى أن قناة "روستافي2" محسوبة على الرئيس الأسبق ميخائيل سآكاشفيلي الذي يعتبر حزبه فصيلا أساسيا في المعارضة الجورجية.
وتزامنت هذه الفضيحة مع وقف الرحلات الجوية بين روسيا وجورجيا، بموجب قرار اتخذته موسكو ردا على مظاهرات واحتجاجات حمل شعارات معادية لروسيا في العاصمة الجورجية تبليسي الشهر الماضي على خلفية مشاركة وفد روسي في اجتماع للجمعية البرلمانية الأرثوذوكسية.
ووصفت السلطات الجورجية تلك الاحتجاجات وما تخللها من أعمال شغب ومحاولات لاقتحام مبنى البرلمان، بأنها كانت محاولة للانقلاب وإسقاط الحكومة الحالية.
المصدر: RT