وحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل"، فإنه نظرا إلى أن البرلمان الأوروبي لم يصادق بعد على هذا الترشيح الصادر عن المجلس الأوروبي يوم الثلاثاء، فإن إسرائيل لم تعلق علانية بعد، لكن دبلوماسيا إسرائيليا تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، قائلا: "الأمور لن تكون سهلة معه".
وعندما تم تعيين بوريل، وهو عضو في "حزب العمال الاشتراكي" اليساري الحاكم في إسبانيا وزيرا للخارجية العام الماضي، سرعان ما أصبح صوتا بارزا في الدعوة إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
ففي سبتمبر 2018 قال بوريل: "من الواضح أن الوضع في فلسطين يجب أن لا يستمر كما هو... وإذا لم يكن الاتحاد الأوروبي قادرا على التوصل إلى قرار بالإجماع، فليفعل كل بلد ما يراه مناسبا"، ملمحا إلى أن مدريد ستدرس الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية بشكل أحادي.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن بوريل الذي من المقرر أن يحل محل موغيريني في نوفمبر المقبل، أكد هذا الموقف "مرارا، ولذا من الناحية الأيديولوجية نحن نعرف تماما المكان الذي يأتي منه".
ففي مايو 2018، دان بوريل إسرائيل لردها على الاحتجاجات على حدود غزة وكتب في صحيفة "ريبوبليكا" أن احتفالات إسرائيل بقيامها، وقمعها للفلسطينيين على حدود غزة، يجعل هذه الاحتفالات "ملطخة بالدماء لأن يوم الاثنين الأسود هذا يعكس تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم من قبل جزء كبير من الطبقة السياسية والمجتمع الإسرائيليين".
وندد بوريل بالحملات العسكرية الإسرائيلية ضد "حماس" في غزة، ووصفها بـ"القصف المروع"، وهاجم "غطرسة (نتنياهو) الحربية".
واشتهر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي المقبل، والذي يعتبر أيضا منتقدا صريحا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمواقفه المؤيدة لإيران. ففي فبراير الماضي، نشر عبر "تويتر" رسالة تهنئة بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية الإيرانية.
وفي إشارة إلى مخاوف إسرائيل من التهديدات الإيرانية، قال لموقع "بوليتيكو" حينذاك: "إيران تريد محو إسرائيل... ولا جديد في ذلك. عليكم التعايش مع هذا".
معجب بإسرائيل انقلب عليها منتقدا
ومن المفارقة في الأمر أن بوريل ليس غريبا على إسرائيل، حيث التقى خلال عمله في تعاونية "كيبوتس" بزوجته، التي أنجبت له ابنين.
وفي عام 2005، عندما كان رئيسا للبرلمان الأوروبي، ألقى خطابا في الكنيست تحدث فيه عن الوقت الذي قضاه في "كيبوتس" وعن دعم أوروبا القوي لإسرائيل.
وقال: "هذه الأرض ليست غريبة علي.. قبل 36 عاما، وفي عام 1969 بعد تخرجي مباشرة، جئت إلى إسرائيل للعمل في كيبوتس في الجولان، على خطى شبان أوروبيين آخرين جذبتهم هذه التجربة".
وخلال هذا الخطاب، أشاد بوريل أيضا بالطابع اليهودي لدولة إسرائيل، وهو شيء لا يفعله المسؤولون الأوروبيون عادة.
المصدر: "تايمز أوف إسرائيل"