مباشر

"إس-400" الروسية.. أردوغان يصمد أمام ضغوط ترامب

تابعوا RT على
في اليوم الثاني لأعمال قمة "العشرين" في مدينة أوساكا اليابانية، جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرتين ثبات موقف بلاده من اقتناء منظومات "إس-400" الروسية المضادة للجو.

وخلال لقاء جمعه على هامش أعمال القمة، اليوم السبت، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أكد أردوغان له عدم وجود أي تأجيل في إنجاز صفقة توريد الصواريخ، قائلا: "نواصل مراقبتنا لعملية توريد منظومة إس-400 فيما يتعلق باتفاقنا".

وأضاف قائلا: "وفقا لاعتقادي، لا توجد أي معوقات بخصوص صفقة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400".

وأشار أردوغان أيضا إلى أن الاتفاق الروسي التركي حول "إنتاج الصواريخ المشترك، بما في ذلك نقل التكنولوجيا يمثل أولوية لتعاوننا".

ولاحقا السبت، التقى أردوغان نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، الذي أكد لأردوغان مرة أخرى معارضته الشديدة لصفقة "إس-400". وقال ترامب للصحفيين، خلال لقائه أردوغان: "يتعين على تركيا أن تتخلى عن صفقة إس-400... إنه أمر غير مقبول، وعلى تركيا عدم شراء هذا النوع من الأسلحة لأنها عضو في الناتو... ويجب علينا التقيد بجميع الالتزامات".

لكن الزعيم التركي أظهر، بعد لقائه مع ترامب، أن موقفه من الصفقة مع روسيا لم يتغير، إذ جدد، في مؤتمر صحفي بعد اللقاء، أن المنظومة الروسية أصبحت في طور التسليم، والعدول عن الصفقة حاليا "غير لائق" ببلاده، مضيفا: "هذا الموضوع انتهى".

وقال الرئيس التركي: "صرحت الجهات المعنية لدينا بأن استلام المنظومة سيبدأ في النصف الأول من يوليو، وهذا ما ننتظره حاليا".

وأوضح أن تركيا اتخذت خطوات لشراء أنظمة صواريخ "باتريوت" الأمريكية في عهد إدارة أوباما، لكن الأخيرة قالت إن الكونغرس "لم يسمح". وأضاف: "كان علينا اتخاذ مثل هذه الخطوة لتعزيز الدفاع الجوي، وقد وجدت الشروط الأفضل لدى روسيا".

وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده لا تزال بانتظار توريد دفعة من مقاتلات "إف-35" الأمريكية من الجيل الخامس، وذلك بعد ورود تصريحات عديدة من المسؤولين الأمريكيين، حول إمكانية رفض واشنطن توريد هذه الطائرات لأنقرة في حال عدم عدولها عن شراء المنظومات الروسية.

وقال أردوغان: "بينما تسير عملية شراء إس-400 من جهة، فإننا نعمل حاليا على شراء 100 طائرة من الولايات المتحدة". وتابع: "لن نخلط هذه الأمور ببعضها، وسنتخذ خطواتنا على هذا الأساس في عالم يحكمه اقتصاد السوق الحر".

وأكد أردوغان أن بلاده والولايات المتحدة تجمعهما شراكة استراتيجية، وأن حقوق تركيا السيادية "لا يملك أحد صلاحية التدخل فيها".

وأضاف رجب طيب أردوغان أن بلاده دفعت مليارا و400 مليون دولار للولايات المتحدة في إطار مشروع طائرات "إف-35". وأوضح قائلا: "نحن لسنا سوقا، وإنما شركاء في الإنتاج، وعلى هذا الأساس جرى تسليمنا 4 مقاتلات، ولكن العدد الإجمالي الذي يجب أن نحصل عليه هو 116 مقاتلة".

كما أورد أردوغان أن نظيره الأمريكي قدم توضيحا بشأن العقوبات المحتملة ضد تركيا جراء شراء المنظومة الروسية، مشيرا أن فرضها "لن يكون واردا".

تجدر الإشارة إلى إن ترامب، الذي لم يستبعد، قبل لقائه أردوغان، فرض عقوبات على أنقرة، اعترف لاحقا بأن المشكلة نجمت عن تصرف الولايات المتحدة "غير العادل" إزاء تركيا في زمن إدارة سلفه، باراك أوباما. وفي مؤتمر صحفي قال ترامب: "الرئيس أردوغان أراد شراء (منظومات) باتريوت من إدارة أوباما، ولم يُسمح بذلك، والتعامل مع تركيا لم يكن عادلا في عهد أوباما".

وأضاف الرئيس الأمريكي قائلا: "إنها (إدارة أوباما) لم تبع له (الرئيس التركي) ولم تسمح له بشراء ما أراد شراءه وهي (منظومة) باتريوت، وعندما اشترى شيئا آخر، يقولون الآن إنهم سيبيعون له باتريوت". وتابع ترامب: "لذلك أقول لكم إنه (الرئيس التركي) عضو في الناتو، وهو شخص جمعتني به صداقة، وعليكم التعامل بعدل (مع تركيا)".

وظهرت الأنباء الأولى حول المحادثات بين تركيا وروسيا بشأن توريد منظومات الصواريخ الروسية المضادة للجو من طراز "إس-400" لأنقرة في نوفمبر عام 2016.

وأكد الجانب الروسي توقيع العقد بهذا الشأن في 12 سبتمبر عام 2017. وأعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، آنذاك أن عملية نشر "إس-400" في تركيا قد تبدأ في أكتوبر عام 2019.

من جهتها تبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها لمنع تركيا من شراء "إس-400" الروسية، حيث حذرت واشنطن أنقرة من أنها قد تتخلى عن توريد مقاتلاتها من طراز "إف-35" لتركيا في حال شرائها الأنظمة الصاروخية الروسية.

المصدر: تاس + الأناضول

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا