وقال كورتس، في كلمة عاجلة ألقاها السبت في العاصمة فيينا: "اقترحت اليوم على رئيس الجمهورية إجراء انتخابات جديدة في أقرب وقت ممكن".
وأوضح كورتس قائلا: "هدفي بسيط جدا، أريد العمل في مصلحة بلادنا الرائعة، انطلاقا من مواقفي السياسية ونهجي وبدعم من أغلبية المواطنين، لكن دون أي حوادث وفضائح. وأعتقد أن هذا الأمر لا يمكن القيام به حاليا مع أي طرف آخر. حزب الحرية النمساوي لا يمكن أن يكون شريكا، والمعسكر الاشتراكي الديمقراطي لا يشارك مواقفي في الداخل، بينما لا يسمح حجم الأحزاب الصغيرة لها بأن تحظى بأي دعم".
وشن كورتس هجوما حادا على "حزب الحرية النمساوي" اليميني الشعبوي، الذي يتزعمه شتراخيه، ودخل في تشكيلة الائتلاف الحاكم، قائلا: "إنه يضر بتصرفات الإصلاحات كما يعرقل السبيل نحو التغيير. وهو يسيء إلى سمعة بلادنا وسأقول بصراحة إن ذلك لا يتطابق مع النهج السياسي الذي أتبعه أنا".
وعلق المستشار النمساوي على التسجيلات التي تسببت بالفضيحة حول شتراخيه بالقول إنه "طفح الكيل"، مضيفا أن "الجزء الخطير فيها كان يكمن في سلوك إساءة استخدام السلطة"، وأشار إلى شعوره الشخصي بالإهانة نتيجة ذلك.
ولفت إلى أن اجتماعه الأخير مع ممثلي الحزب، يوم السبت، ترك لديه انطباع بأنه (حزب الحرية النمساوي) غير مستعد لإجراء تغييرات ضرورية للبقاء في الحكومة، وأضاف: "حتى لو لم أصرح علنا في حينه، لكن كانت هناك مواقف وجدت أنه من الصعب استيعابها".
من جانبه، أعرب الرئيس النمساوي، ألكسندر فان دير بيلين، عن تأييده لمبادرة إجراء الانتخابات المبكرة، واصفا ذلك بالإجراء الضروري، مشيرا إلى أنه سيبحث الخطوات اللاحقة مع كورتس، يوم الأحد.
وسبق أن كشفت صحيفتا "Spiegel" و"Ze Deutsche Zeitung" الألمانيتان عن شريط فيديو، يظهر شتراخه وهو يتفاوض مع امرأة ناطقة باللغة الروسية، تحدثت عن رغبتها في استثمار مبالغ كبيرة في قطاع العقارات بالنمسا، وقالت التقارير الإعلامية إن الزعيم اليميني الشعبوي النمساوي، وعدها بالوصول إلى عقود حكومية ضخمة مقابل دعم إعلامي لحملة حزبه قبيل الانتخابات البرلمانية في 2017.
وأعلن شتراخيه وكذلك مساعده، يوهان غودينوس، الذي حضر أيضا هذه المفاوضات، في وقت سابق من اليوم، استقالتهما من منصبيهما في الحكومة الائتلافية مع "حزب الشعب النمساوي" المحافظ، الذي يتزعمه كورتس، لكنهما نفيا كل الاتهامات الموجهة إليهما.
المصدر: وكالات