ولأول مرة، اجتمع خبراء من أوروبا وروسيا وتركيا في موقع واحد للحديث عن ميزان القوى الذي تكون مؤخرا في منطقة الشرق الأوسط، بعد الأحداث العاصفة التي شهدتها هذه المنطقة خلال العقد الأخير.
وشاركت بالإضافة إلى المعهد الدولي لتنمية التعاون العلمي، والمجلس الروسي للشؤون الدولية، ومعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، المنظمة الأوروبية العربية (يوروأراب) في تنظيم هذا الحدث.
وأنشئت هذه المؤسسة من قبل أوروبا الموحدة لتطوير التعاون بين العالمين العربي والأوروبي. ويرأسها حاليا أحد أفضل المتخصصين في إسبانيا في العلاقات الدولية والإرهاب، البروفيسور إنماكولادا موريرو روخا.
وبصفته أحد المشاركين في النقاش، لاحظ وزير خارجية تركيا السابق، ياشار ياكيش، أن هذا الاجتماع يمثل فرصة فريدة ليس فقط لكشف التناقضات الموجودة في مختلف البلدان فيما يتعلق بسياستها تجاه الشرق الأوسط، ولكن أيضًا لإيجاد نقاط القواسم المشتركة. ومع ذلك، أشار ياكيش بشكل عام إلى أن مستضيفي المنتدى، أي الجانب الإسباني، شارك بممثلين عن العلوم الأكاديمية فقط. ولكن المشكلة تمكن في أن الوقت لم يحن بعد للتحليل الأكاديمي الكلاسيكي للحالة التي تطورت الآن في الشرق الأوسط، حسب رأيه.
كما تم في هذا الاجتماع مناقشة الوضع الحالي في الشرق الأوسط، ومشكلة الهجرة الكبيرة لسكان البلدان الشرقية، وكذلك إشراك البلدان الأجنبية في نزاعات المنطقة.
وركز معظم المتحدثين على مدى نجاح القوى الكبرى بتحقيق مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة، وعلى سبيل المثال في سوريا.
وتحدث مدير المعهد الدولي لتنمية التعاون العلمي، إيلينا بونوموريفا، وأستاذ جامعة غرناطة، أنطونيو سانشيز، عن السياسة الروسية في سوريا. وشرح فيتالي ناومكين، رئيس معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، تعقيدات الوضع في الشرق الأوسط بالتفصيل.
وأجرى إسايا بارينادا، الأستاذ في جامعة مدريد، تحليلا مهنيا للغاية لسياسة القوة الناعمة، التي تستخدمها الصين بنجاح في الشرق الأوسط.
وثمّن جميع المشاركين أهمية مثل هذا الاجتماع الأخير للمثقفين. وأعرب العديد من المشاركين عن أسفهم لأن الاجتماعات في شكل ثلاثي الأطراف (روسيا - أوروبا - تركيا) نادرة في الساحة العلمية والسياسية الحديثة.
المصدر: RT