ونقلت وكالة "رويترز" في تقرير نشرته اليوم الاثنين عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين حاليين وثلاثة آخرين سابقين تأكيدهم أن وزير الخارجية مايك بومبيو منح هذه الاستثناءات لحكومات وشركات ومنظمات غير حكومية أجنبية.
وأوضح ممثل عن الخارجية الأمريكية، رفض الكشف عن هويته، للوكالة أن مسؤولين من دول مثل العراق، الذين قد تكون لهم تعاملات مع الحرس الثوري لن يكونوا عرضة بالضرورة للحرمان من الحصول على تأشيرات السفر الأمريكية.
ومنحت الإعفاءات أيضا لمؤسسات أجنبية لديها تعاملات مع إيران حيث يمثل الحرس الثوري قوة اقتصادية كبرى، ومنظمات إنسانية تعمل في مناطق مثل شمال سوريا والعراق واليمن، وذلك كي تمارس هذه المؤسسات مهامها دون تخوف من استهدافهم تلقائيا بفعل القوانين الأمريكية الخاصة بالتعامل مع منظمات إرهابية أجنبية.
لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث يعمل الممثل عن الخارجية، أتاحت استثناء إضافيا يقر بحقها في فرض عقوبات على أي شخصية في حكومة أو شركة أو منظمة غير حكومية أجنبية يقدم "الدعم المادي" لمنظمات أجنبية مصنفة بـ"إرهابية" من قبل الولايات المتحدة.
وذكر الممثل عن الخارجية أن الدخول في مباحثات مع مسؤولين في الحرس الثوري لا يُعتبر بوجه عام أنشطة إرهابية، مضيفا في الوقت نفسه إلى أن هدف واشنطن النهائي هو دفع دول أخرى وكيانات غير حكومية إلى التوقف عن إبرام تعاملات مع الحرس الثوري.
وتابع: "في إطار إعفاء المجموعة الأولى، حدد الوزير بوجه عام، مع استثناء مهم واحد، أنه لن يتم التعامل مع وزارة أو قسم أو جماعة أخرى، أو أي جماعة فرعية بأي حكومة أجنبية باعتبارها منظمة إرهابية من الفئة الثالثة"، ويعني هذا المصطلح جماعة لا تصنف إرهابية في الولايات المتحدة لكن منخرطة في "نشاط إرهابي" وقد يمنع أعضاؤها من دخول الأراضي الأمريكية.
وأشارت "رويترز" إلى أن إدراج الحرس الثوري على القائمة الأمريكية للمنظمات الأجنبية في 15 أبريل الجاري سبب مشكلة للأجانب الذين يتعاملون مع الحرس والشركات التابعة له وكذلك للدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين في العراق وسوريا الذين يتعامل ممثلون عنهم مع الإيرانيين.
وأكد ثلاثة مسؤولين أمريكيين أن ذلك الإجراء العقابي أثار حالة من البلبلة بين المسؤولين في الولايات المتحدة الذين لم تكن لديهم في البداية أي إرشادات بشأن كيفية العمل وبشأن ما إذا كان لا يزال مسموح لهم بمواصلة التعامل مع مثل هؤلاء الممثلين.
وبعثت مكاتب الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط وجنوب وسط آسيا بمذكرة مشتركة إلى بومبيو أبدت فيها مخاوفها من أن يعرّض قرار حكومتهم للخطر قوات الولايات المتحدة في دول مثل سوريا أو العراق، حيث أن تلك القوات قد تعمل في مناطق قريبة من عمل جماعات متحالفة مع الحرس الثوري، غير أن هذه المخاوف لم تُدحض.
ونقلت عن مساعد في الكونغرس أن القرار الأمريكي بخصوص منح الاستثناءات يستند أيضا إلى اعتراضات من وزارتي الخارجية والأمن الداخلي.
ويعتبر المساعد في الكونغرس ومحاميان سابقان أن الإجراء يهدف على ما يبدو إلى تفادي إضفاء صفة "منظمة إرهابية أجنبية" بشكل تلقائي على باقي المؤسسات الحكومية في إيران ومسؤولين في حكومات أجنبية، في العراق وعُمان على سبيل المثال.
المصدر: رويترز