وفي ختام لقاء أجراه في العاصمة التركية أنقرة مع نظيره الأمريكي، زلماي خليل زاد، أعرب كابولوف عن قناعته بأن إرجاء موعد الانتخابات في أفغانستان لم يكن مجديا في الماضي، وليس كذلك الآن، مضيفا: "لقد تسببت نشاطات الحكومة بتأزم الوضع في المجتمع الأفغاني، ولسنا من يقول ذلك بل يقوله الأفغان أنفسهم. لقد تجمع في موسكو أكثر من 40 سياسيا أفغانيا، وجميعهم وجدوا أنفسهم في صفوف المعارضة، بعد أن كان كثيرون منهم اليد اليمنى للرئيس القائم".
وتابع الدبلوماسي الروسي: "اتفقت مع زميلي الأمريكي على أن نتيح للأفغان عامة، بمن فيهم طالبان، فرصة للوصول إلى الاتفاق بأنفسهم.. وأي نتيجة لمثل هذا الاتفاق، مهما كانت جزئية، ستقود إلى سلام. هذا هو الهدف الرئيس، وسيكون ذلك حلا للمشكلة الأفغانية".
واستطرد كابولوف: "اتفقنا مع الأمريكيين - وليس لدي شك أن تدعمنا في ذلك الجهات الفاعلة الكبرى في المنطقة وخارجها - على وجوب ألا نفرض شيئا على أحد، بل علينا أن نساعد في تطبيق الاتفاقات"، مشيرا إلى أن أفغانستان ستحتاج إلى مساعدة خارجية على مدار سنوات عدة على الأقل.
وكانت وزارة الخارجية الروسية رجحت سابقا أن يكون قرار الرئاسة الأفغانية إرجاء الانتخابات في البلاد من 20 أبريل إلى 20 يوليو المقبلين، جاء بتأثير من الولايات المتحدة، لافتة إلى أن هذا القرار يناقض التصريحات السابقة للرئيس الأفغاني، أشرف غني، واللجنة المركزية للانتخابات، حول ضرورة التمسك بالمواعيد المعلنة مسبقا لعملية الاقتراع.
وتتم مناقشة سبل إطلاق حوار مباشر بين حركة "طالبان" والسلطات في كابل في منصات دولية عدة، ومن بينها موسكو التي استضافت، في 9 نوفمبر الماضي، لقاء مغلقا حول أفغانستان، بمشاركة ممثلي دول المنطقة، إضافة إلى وفد عن المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة، في أول حضور لممثلي الحركة في لقاء دولي على هذا المستوى.
واستضافت العاصمة الروسية، في 5-6 فبراير، مؤتمرا للساسة الأفغان حول تسوية الأزمة في البلاد، شارك فيه ممثلو الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة في أفغانستان، بما فيها "طالبان".
وكان كابولوف أعلن سابقا عزمه على أن يبحث مع نظيره الأمريكي، خليل زاد، آفاق عقد لقاء جديد حول أفغانستان في موسكو.
أما المفاوضات التي تجريها السلطات الأمريكية مع "طالبان" فكانت واشنطن قد أعلنت عن تحقيق "تقدم ملحوظ" فيها، فيما أورد خليل زاد أن الطرفين توصلا إلى اتفاقات أولية بشأن التسوية المستقبلية، دون ورود تأكيد على ذلك من قبل ممثلي الحركة.
المصدر: نوفوستي