ووُلدت الطفلة "المعجزة" في البرازيل بوزن 2.7 كغم تقريبا، في ديسمبر من العام الماضي، من امرأة يبلغ عمرها 32 عاما في البرازيل.
وشكلت هذه الولادة علامة فارقة هائلة في مجال الخصوبة، خاصة أنها تقدم أملا كبيرا لآلاف النساء المصابات بالعقم، وفقا للعلماء.
وأجريت 11 عملية ولادة من أرحام متبرعين أحياء، ولكن هذا الإجراء لم ينجح عند استخدام رحم امرأة متوفاة.
ونشر أطباء مستشفى "das Clinicas" في جامعة ساو باولو، تفاصيل الولادة البارزة في المجلة الطبية "The Lancet"، حيث قاموا بزرع رحم امرأة متوفاة في جسم أخرى ولدت دون رحم، بسبب حالة تسمى متلازمة "Mayer-Rokitansky-Kuster-Hauser"، خلال شهر سبتمبر عام 2016.
وفي العملية الرائدة التي استغرقت 11 ساعة، زرع الأطباء رحما تعود لأم تبلغ من العمر 45 عاما، توفيت بعد إصابتها بسكتة دماغية. وقد تبرعت بقلبها وكبدها وكليتيها أيضا.
وأمضت المرأة الخاضعة للعملية يومين في العناية المركزة، وأعطيت أدوية مضادة للمناعة، لمنع جسدها من رفض العضو الجديد.
وبعد إجراء عملية زرع الرحم، شهدت المرأة (التي لم يكشف عن اسمها) أول تجربة لعملية الطمث بعد 37 يوما، ثم تكرر الأمر بانتظام حتى أصبحت حاملا بعد 7 أشهر.
وجُمدت بويضاتها قبل أن تتم عملية الزرع، وحملت المرأة في المحاولة الأولى لزراعة جنين مخصب من خلال التلقيح الصناعي. ووُلدت الطفلة بعملية قيصرية بعد 35 أسبوعا و3 أيام، وبلغ طولها 45 سم.
وعند إجراء عملية الولادة، استخرج الجراحون الرحم المزروعة في الوقت نفسه. وإذا كانت الرحم المزروعة مأخذوة من متبرعة حية، فإنها تترك لفترة من الوقت بعد الولادة.
وقال الدكتور داني إزينبيرغ، معد الدراسة: "إن الاعتماد على المتبرعين المتوفين يمكن أن يوسع إلى حد كبير إمكانية الوصول إلى علاج فعال. وكانت عمليات نقل الرحم الأولى من المتبرعين الأحياء علامة فارقة طبية، ومنحت العديد من النساء المصابات بالعقم إمكانية الولادة".
واستطرد موضحا: "ومع ذلك، فإن الحاجة إلى متبرعة حية تعد قيدا رئيسا في ظل ندرة المانحات، ولكن أعداد الأشخاص الراغبين والملتزمين بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، أكبر بكثير من أعداد المتبرعين الأحياء، ما يوفر عددا أكبر من الجهات المانحة المحتملة".
وتعيش المئات من النساء اللواتي يعاني من MRKH، بدون أرحام، ما يعني أنهن لا يستطعن الحمل بشكل طبيعي أو عن طريق التلقيح الصناعي وحده.
وبالنسبة لهن، فإن عملية زرع الرحم هي الخيار الوحيد، ولكن الإجراء لم يلق نجاحا إلا في السنوات الأخيرة، مع 11 ولادة حية حتى الآن.
وتمت محاولة أول عملية زرع من متبرعة حية في السعودية عام 2000، ولكن، لم تكن هناك ولادات حية حتى عام 2012، حيث ولد 8 أطفال في السويد من 9 عمليات زرع لأرحام حية، وذلك منذ إطلاق الإجراء الطبي العظيم.
ووُلد طفلان آخران، بما في ذلك ولادة حية في وقت سابق من هذا العام، في دالاس، تكساس. وتم الإعلان عن الولادة الثالثة في صربيا العام الماضي.
وقال الأطباء في التقرير المنشور، إن امرأة في الهند أصبحت حاملا الآن، بعد زراعة رحم من متبرعة حية في عام 2017.
وكان هناك ما مجموعه 39 محاولة لزراعة الأرحام من متبرعات أحياء، ولكن الإجراءات في لبنان وجمهورية التشيك وألمانيا والصين، لم تسفر بعد عن الحمل.
ومع ذلك، أجريت محاولات زراعة رحم من متبرعات فارقن الحياة، 11 مرة فقط، في تركيا وأوهايو وتكساس بالولايات المتحدة وجمهورية التشيك والبرازيل.
وأسفرت المحاولة الأولى في تركيا، عام 2011، عن حمل حقيقي ولكن الأم أجهضت، لتسجل العملية الناجحة الأولى في البرازيل.
ويأمل الباحثون في المملكة المتحدة في البدء في إجراء عمليات زراعة الرحم، لمساعدة آلاف النساء اللواتي يلدن بدون رحم.
المصدر: ديلي ميل