ويحذر الباحثون من جامعة كوينزلاند (UQ) بأستراليا، ومنظمة حماية الحياة البرية (WCS) من أن الأراضي البرية الباقية في الأرض معرضة لخطر "الاختفاء التام". ويقدم تقرير نشر في دورية "Nature"، الأربعاء 31 أكتوبر الماضي، خارطة العالم التي توضح الدول الخمس التي تحتوي على هذه المناطق الخالية من النشاط الصناعي، وهي روسيا وكندا وأستراليا والولايات المتحدة والبرازيل.
ووصف الباحثون "البرية" بأنها منطقة خالية من "الضغوط البشرية"، بما في ذلك المستوطنات والأراضي الزراعية والبنية التحتية للنقل، على مدى غير متقطع يبلغ 10 آلاف كلم مربع، ويستثني المسح القارة القطبية الجنوبية والبحار المفتوحة. وقد لاحظ الباحثون أن "المناطق البحرية "الخالية من الصيد الصناعي والتلوث والنقل البحري تكون محصورة بالكامل تقريبا في المناطق القطبية".
ووجد الباحثون أيضا أن التغيرات التي طرأت على سطح الأرض كانت دراماتيكية وسريعة: إذ إن 77% من مساحة الأرض تستخدم الآن للزراعة، مقارنة بـ 15% منذ 100 عام فقط.
وقد تكون حماية المناطق العذراء المتبقية، حاسمة في التخفيف من آثار تغير المناخ، وفقا لمعدي التقرير، حيث أن بإمكانها العمل بمثابة حاجز للأحداث الجوية القاسية، عن طريق امتصاص بعض تأثيرات الأمطار الشديدة أو الكوارث الطبيعية مثل تسونامي، على سبيل المثال.
وتأتي هذه الدراسة في أعقاب صدور تقرير ينذر بالخطر، هذا الأسبوع، من قبل الصندوق العالمي للطبيعة، وهي منظمة دولية غير حكومية تعمل على المسائل المتعلقة بالحفاظ والبحث واستعادة البيئة، وقد قدر التقرير أن النشاط البشري أهلك عدد "سكان" الحياة البرية بنسبة 60% خلال العقود الأربعة الماضية.
كما كشف تقرير سابق للمنظمة، صدر في أوائل العام الجاري، أن 50% من الحياة البرية و60% من النباتات في أكثر الغابات تنوعا في العالم، قد تتعرض لخطر الانقراض خلال القرن المقبل.
وصدر التقرير الجديد في وقت سابق لاتفاقية التنوع البيولوجي التي ستعقد هذا الشهر، والتي تهدف إلى صياغة خطة لحماية التنوع البيولوجي لما بعد عام 2020.
ويقول التقرير: "لقد فقدنا الكثير بالفعل.. يجب علينا اغتنام هذه الفرص لتأمين الحياة البرية قبل أن تختفي إلى الأبد".
المصدر: تايم