عندما يتابع المشجعون مباريات فريقهم المفضل تنشط منطقة قديمة من الدماغ، ظلت على قيد الحياة لآلاف السنين، ثم يتحكم هذا الفعل بالدماغ، وكثيرا ما يصدر حكما معقولا، مع عدم قدرة المشجعين على تجنب رؤية المباراة بطريقة متحيزة.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يشجعون فرقا مختلفة، يقومون بمعالجة المعلومات البصرية بطرق مختلفة جدا، ما يؤدي إلى استنتاجات مختلفة على الرغم من مشاهدة المباراة نفسها.
ويقول الباحثون إن هذه الأمر يفسر عدم موافقة المشجعين على بعض قرارات التحكيم.
ويعتقد البروفيسور، تيم أندروز، من قسم علم النفس في جامعة يورك، أن هناك ما هو أكثر من التحيز البسيط، لذا ابتكر تجربة لفهم السبب النفسي وراء هذه الظاهرة.
وقال أندروز: "عندما قارنا نشاط أدمغة مشجعي الفريق نفسه، ومشجعي الفرق المختلفة، وجدنا أن النشاط في المناطق الحسية للدماغ كان واضحا لدى جميع المشاركين. ولكن في المناطق الأمامية والجافة للدماغ، بما في ذلك المناطق المعروفة بأنها نشطة في عمليات المكافأة والتحكم بالحركة، كان هناك ارتباط بين مشجعي الفريق نفسه، واختلافات كبيرة بين مشجعي الفرق المختلفة، الأمر الذي يسمح لعشاق الفرق المتنافسة بتطوير فهم مختلف للمباراة نفسها".
وفي الدراسة، خضع مشجعو تشيلسي ومانشستر يونايتد، الذين دعموا فريقهم لمدة 15 عاما في المتوسط، للتحليل. وتم وضع المشجعين المتحمسين في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، وتابعوا "مونتاجا" لأبرز الأحداث من المباريات المختلفة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال الباحثون إن المسح أظهر أن أجزاء الدماغ التي تتحكم في الإدراك والهوية الذاتية وغيرها من الوظائف المعقدة، تفاعلت بشكل مختلف للغاية، ما يدل على وجود صلة بين الوعي والتحيز.
وأظهرت منطقة في الدماغ تسمى، النواة المتكئة، التي تشارك بشكل كبير في نظام المكافأة في الدماغ، الفرق الأكبر بين المشجعين.
ويترجم هذا التحيز المتأصل اليوم ويتجلى في خضم المنافسة على ملعب كرة القدم، مع تفاعل المشجعين بشكل مختلف بناء على ولائهم.
وقال البروفيسور أندروز، الذي نشر دراسته في مجلة Cerebral Cortex: "إن نتائجنا تقدم نظرة جديدة إلى الأساس العصبي لتحيز المجموعة والميل البشري للشعور بالراحة والطمأنينة تجاه جهة محددة، إلى جانب عدم الثقة في الغرباء والمنافسين".
المصدر: ديلي ميل