ويعتقد بأن الأطفال الذين عثر على بقاياهم إلى جانب جثث 30 حيوان لاما صغير، قد قتلوا كجزء من طقوس لدرء خطر هطول الأمطار المدمرة والفيضانات الناجمة عن ظاهرة النينيو التي دمرت المنطقة منذ حوالي 600 عام.
وينضم الدفن الجماعي إلى عدد من مواقع الأضاحي في تشيمو، وتنطوي غالبيتها على عدد كبير من الأطفال، وتم الكشف عنها هذا العام في منطقة "هوانتشاكو" بمدينة "تروجيلو" الساحلية في شمال شرق بيرو.
وقال علماء الآثار إن سلسلة الاكتشافات تظهر أن هوانتشاكو كانت "مكان تضحية بشرية لم يسبق لها مثيل في تاريخ العالم"، وأضاف الدكتور غابرييل برييتو بورميستر، الباحث ومدير برنامج هوانكاكو الأثري: "لا يوجد مكان آخر على هذا الكوكب حيث توجد مدافن من هذا النوع".
واكتشفت الهياكل العظمية لأول مرة في أوائل شهر مايو الماضي، وقام علماء الآثار بأعمال تنقيب منذ ذلك الحين، وقدموا النتائج التي توصلوا إليها في مؤتمر صحفي، يوم الخميس 7 يونيو.
وتراوحت أعمار الأطفال بين 6 و8 أعوام وبين 11 و14 سنة، وقد دفنت بين 1200 و1400 ميلادي، على الرغم من أن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد سبب الوفاة.
وكانت الجثث الصغيرة ملفوفة بقطع قماش، بعضها ما يزال محفوظا حتى اليوم، ما يوحي بأن الجثث تم إعدادها قبل الموت، وربما يكون ذلك في إطار طقوس القرابين، وفقا للدكتور بورميستر.
وقال البروفيسور جون فيرانو، الباحث في المشروع وعالم الأنثروبولوجيا بجامعة تولين: "لا وجود لأطفال مرضى بينهم، إنهم بصحة جيدة، ما يوحي بأنهم إما من الطبقة المتوسطة أو من الطبقة العليا، ومع ذلك، لم يتم العثور على قطع أثرية أو قلادات تدل على وجود تمايز اجتماعي".
وتم العثور على ما مجموعه 30 هيكلا عظميا، تم تقديمها الخميس، في منطقة مساحتها 2000 قدم مربع (200 متر مربع)، في حين تم اكتشاف الـ 26 جثة المتبقية في قبر مجاور.
وأوضح الباحثون أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من التحقيقات لتحديد سبب التضحية بالأطفال في هذه المنطقة من هوانتشاكو الواقعة على بعد 5 كيلومترات فقط من تشان تشان، عاصمة مجتمع تشيمو.
وسبق أن عثر على جثث 140 طفلا و200 لاما صغيرة، في إقليم لاس لاماماس في هوانتشاكويتو، على بعد بضعة كيلومترات من موقع الهياكل العظمية التي اكتشفت حديثا وعددها 56.
المصدر: ديلي ميل
فادية سنداسني