وبعد إتمام عملية إنماء العضو المبسط أو الصغير المغلف بالخلايا البطانية، زُرع في فأر التجارب لمدة أسبوعين. وقال العلماء إن الخلايا البطانية نمت خلال فترة تواجدها في المختبر ثم في جسم الكائن الحي.
وعلى الرغم مما يوحي به اسمها، إلا أن الأدمغة المصغرة المطورة ليست نسخا مصغرة من الدماغ النشط، ولكنها تعمل بمثابة نماذج مجهرية من الدماغ، حيث يصل طولها إلى بضعة ميلليمترات وتتميز ببنية ثلاثية الأبعاد، كما تحتوي على مجموعة متنوعة من خلايا الدماغ التي يمكنها نقل الرسائل الكيميائية، حسبما ذكرت تقارير Live Science سابقا.
وبمجرد إنمائها في المختبر، وصلت الأدمغة المصغرة إلى أقصى حجم لها بعد بضعة أشهر. وعلى الرغم من أن العضو المطور يمكن أن يبقى في المختبر لأكثر من عام، إلا أن الخلايا الموجودة في مركز الدماغ تموت بسبب عدم حصولها على ما يكفي من الأوكسيجين أو المغذيات، كما كتب العلماء في الدراسة.
وهنا يأتي دور الأوعية الدموية التي لا تساعد فقط على تزويد الأدمغة المصغرة بالأوكسيجين والمغذيات الحيوية، ولكنها قد تساهم في استمرار النمو أيضا.
وشرع العلماء في دراسة ما إذا كانت الخلايا الوعائية قادرة على الوصول إلى الأعماق، لتغذية الطبقات الداخلية، وكذلك قدرتها على القيام بذلك دون تعطيل نمو العضو.
وفي حين أن الأدمغة المطورة أصغر من بق الفراش، فإنها ما تزال تمثل إنجازا كبيرا بالنسبة للعلماء، كما تتيح فرصة ملاحظة كيفية تفاعل أنواع مختلفة من خلايا الدماغ مع بعضها البعض، ما قد يساعد في دراسة الاضطرابات الدماغية.
ويذكر أن هذه أول دراسة تصف الأوعية والشعيرات الدموية المزروعة في الأدمغة المصغرة من الخلايا البطانية للمريض، على الرغم من أن العلماء لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان الدم الذي تنقله هذه الشبكة، هو دم الإنسان أو الفأر. كما أوضحوا أن هنالك ضرورة ملحة لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد مدى فعالية الأوعية الدموية المطورة، في تغذية وإنماء العضو.
ونُشرت النتائج على الإنترنت، في 21 مارس الماضي، في مجلة NeuroReport.
المصدر: لايف ساينس
ديمة حنا