وتشير شانون مونات من جامعة إين أربور بولاية ميشيغان في مقال منشور في المجلة الأمريكية للطب الوقائي إلى أنه "يجب النظر إلى المشكلة بواقعية، لأنه لا يمكن حلها بحقن المدمنين بمادة نالوكسون. فالأفيون ليس مجرد مادة مخدرة، بل أحد أعراض المشكلات الاقتصادية والاجتماعية".
وبعد أن لاحظ المسؤولون عن تنظيم تداول المخدرات والمسكنات انتشارها الواسع، اضطر المدمنون إلى التحول إلى نظائرها في "الشارع": الهيروين والمورفين وغيرها من المواد الاصطناعية، ما تسبب في تعقيد الوضع وارتفاع عدد الوفيات خلال السنوات العشر الأخيرة إلى أكثر من 500 ألف مواطن.
وتشير مونات إلى أن المجتمع ووسائل الإعلام الأمريكية لم تدرك خطورة هذه المشكلة الكبيرة التي تشمل جميع الولايات الأمريكية، إلا مؤخرا.
وعقب تحليل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي حصلت في المناطق التي تنتشر فيها المخدرات، اكتشف العلماء أن عدد المدمنين على المخدرات وعدد المتوفين بسبب زيادة الجرعات ارتفع بصورة ملحوظة في المناطق التي ساءت فيها الظروف جدا. وهذه المناطق هي ولايات شمال- شرق البلاد التي تنتشر فيها مراكز صناعية قديمة ومناجم الفحم. كما لوحظ نفس الشيء في شمال كاليفورنيا وبعض الولايات الجنوبية حيث الركود الاقتصادي مستمر منذ أكثر من عشر سنوات.
كل هذا بحسب مونات، دليل على أنه لن يكون بالإمكان القضاء على وباء المخدرات بالقوة من خلال حرق كميات المخدرات التي تصادر واعتقال المتاجرين بها. لذلك ولبلوغ الهدف المنشود، يجب حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع الناس إلى المخدرات، من خلال توفير ظروف العيش الكريم والعمل التي ستتعزز العلاقات الأسرية وبالتالي يتخلى الناس عن تعاطي المخدرات.
المصدر: نوفوستي
كامل توما