وأصبح الأنثروبوسين مصطلحا يستخدمه العلماء في جميع أنحاء العالم، سعيا لوضع علامة على تاريخ بدء التأثير الكبير للبشر على الأرض.
وحتى الآن، لم يكن هناك أي إشارة "عالمية" نهائية، تساعد العلماء على الإعلان رسميا عن بدء حقبة جديدة. ولكنهم وجدوا الآن إشارة للتغيير الحاصل، باستخدام تراكم الكربون المشع في خشب الأشجار، من تجارب القنبلة النووية.
ويوفر هذا البحث، الذي قادته جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع جامعة نيو ساوث ويلز وأعضاء بعثة القطب الجنوبي الأسترالية 2013-2014، أول إشارة عالمية دقيقة للأنثروبوسين من نصف الكرة الجنوبي.
وتمكن الباحثون من تسجيل تاريخ الحقبة الجديدة، بسبب ذروة الكربون المشع أو "الارتفاع الذهبي" الموجود في خشب شجرة غريبة وفريدة من نوعها، Sitka Spruce، عُثر عليها في جزيرة كامبل، وهي موقع للتراث العالمي في وسط المحيط الجنوبي.
ويُشار إلى شجرة تعرف محليا باسم "الشجرة الأكثر انعزالا في العالم"، حيث تقع أقرب شجرة لها على بعد 200 كلم في جزر أوكلاند. ونشأ هذا "الارتفاع الذهبي" نتيجة معظم التجارب النووية في نصف الكرة الشمالي خلال الفترة بين الخمسينيات والستينات.
وبهذا الصدد، قال المؤلف الرئيسي، كريس تورني، من جامعة نيو ساوث ويلز: "لقد كنا متحمسين للعثور على هذه الإشارة في نصف الكرة الجنوبي في جزيرة نائية، لأننا تمكنا وللمرة الأولى من الحصول على توقيع عالمي دقيق لعصر بيولوجي جديد يمكن الاحتفاظ به في السجل الجيولوجي".
وظهرت ذروة الكربون المشع في الغلاف الجوي خلال عام 1964، في نصف الكرة الشمالي، حيث تم الحفاظ على الإشارة في الأشجار الأوروبية. واستغرقت هذه الذروة حتى أواخر عام 1965 (بين أكتوبر وديسمبر)، للوصول إلى الغلاف الجوي في نصف الكرة الجنوبي.
وتعتبر الشجرة البالغة من العمر 100 عام، عنصرا شاذا في المحيط الجنوبي. ومن الطبيعي تواجدها على طول ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الشمالية، ولكن يعود الفضل في زرعها في جزيرة كامبل، إلى حاكم نيوزيلندا في عام 1901. وكان للمناخ المحيطي تأثير غير عادي على الشجرة.
وقال المؤلف المشارك، البروفيسور مارك ماسلين، من جامعة كاليفورنيا: "من المألوف جدا أن تكون هذه الشجرة غير العادية، التي زُرعت بعيدا عن بيئتها الطبيعية من قبل البشر، علامة للتغييرات التي قام بها البشر على كوكب الأرض".
المصدر: ديلي ميل
ديمة حنا