ولد كورتشاتوف، في 12يناير عام 1903، في بلدة صغيرة في منطقة الأورال. وأصبح هذا المولود لاحقا عالما عبقريا يعتبر "أبو القنبلة الذرية السوفيتية" وكذلك "الذرة من أجل السلام".
كان كورتشاتوف، كما يقول الرئيس الحالي للمعهد ميخائيل كوفالتشوك، أحد الأوائل الذين شعروا بالتحدي الحضاري الجديد، وتمكن من تقييم عواقبه، واقترح وسائل لحله ونفذها ببراعة.
وأضاف كوفالتشوك أن كورتشاتوف كان عالما واسع المعارف والتعليم في مختلف العلوم: الفيزياء، الكيمياء، الجيولوجيا وعلوم الكمبيوتر، أي يمكن القول أنه كان عالما متعدد التخصصات. وكان هذا شرطا ضروريا لفهم وتنظيم علم ذرة جديد. وقد ساعدته سعة معلوماته العلمية وموهبته في اختيار زملاء العمل وتركيز قواهم للوصول إلى الهدف المنشود. وهنا ظهرت إمكانياته وموهبته الرائعة كمنظم.
أما تلميذه الأكاديمي يفغيني فيليخوف، الرئيس السبق للمعهد ورئيسه الفخري حاليا فيقول، إن دور كورتشاتوف في تطور العلم والتعليم في روسيا كبير جدا. فقد كان المبادر إلى إنشاء مراكز البحوث العلمية في ساروف وأوبننسك ودوبنة وغيرها من المدن، وكذلك مراكز صناعية ومراكز للبحوث الذرية في الأورال وسيبيريا. وقد حفز نشاطه إنشاء معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا ومعهد موسكو للفيزياء والهندسة. وبعد مؤتمر جنيف عام 1955، وسع كورتشاتوف بصورة كبيرة مشاركة علماء روسيا في المؤتمرات العلمية الدولية وبرامج البحوث العالمية، مدركا أن العلم أممي، ويتطور فقط من خلال الاتصالات مع المجتمع الدولي.
ويتابع فيليخوف حديثه عن كورتشاتوف بالتأكيد على أنه أنقذ علم الفيزياء حينما سأله بيريا هل فعلا ميكانيك الكم والنظرية النسبية مثالية؟ أي مضادة للعلوم المادية؟ فأجابه كورتشاتوف: إذا منعت هذه العلوم، فيجب إلغاء مسألة إنتاج القنبلة الذرية أيضا. وعلى ضوء هذه الإجابة طلب بيريا من ستالين إلغاء مؤتمر الفيزياء الذي كان ينظمه الأكاديمي ليسينكو. لقد أنقذ عالم الفيزياء السوفيتي إنتاج القنبلة الذرية عام 1949.
من جانبه يقول فلاديمير ميركين، دكتور العلوم الهندسية، كان كورتشاتوف عاملا بين العمال وجنرالا بين الجنرالات، وكان يعتبر نفسه جنديا للوطن. وكان شخصا اجتماعيا يتعامل ويحاور الجميع بسهولة وينقل اليهم آراءه، لذلك كان محبوبا.
أما العضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية فيقول عنه، إن شخصية كورتشاتوف الفريدة أصبحت أساس المجموعة العلمية لمعهد المستقبل - معهد كورتشاتوف. إن ما يجري في المعهد حاليا يجعلك تشعر بوجود كورتشاتوف فيه إلى الآن. وهذا دليل على مدى حبه للعمل وإدراك ضرورة التعامل مع الجميع بإنسانية واحترام.
المصدر: إزفيستيا
كامل توما