مباشر

اكتشاف طفيليات عانى منها أبطال حرب طروادة

تابعوا RT على
تمكن العلماء من خلال الحفريات التي جرت في مقابر قدماء الإغريق على أراضي جزيرة كيا في بحر إيجه، من معرفة الديدان الطفيلية التي عانى منها أبطال حرب طروادة ومعاصري أبقراط.

وانحصرت المعلومات التي نمتلكها حتى اليوم، في تخمينات المؤرخين الذين حاولوا تحديد "الطفيليات" التي تحدث عنها قدماء الإغريق في طروحاتهم الطبية الأولى. إلا أن الباحث بيرس ميتشيل من جامعة كامبريدج البريطانية يؤكد على "تمكن العلماء من كشف بعض الأمور في هذا المجال، الأمر الذي أثار دهشتهم، مثل تأكيد فرضية وجود الدودة السوطية في مياه الصرف الصحي لدى اليونايين القدامى في ذلك الزمان".

لقد استوعب الناس منذ قديم الأزل وعلى نحو جيد، الخطر الذي تسببه الديدان الطفيلية، وحاولوا بذل قصارى جهدهم لمكافحتها، بل وتشابهوا معنا في استخدامهم للأدوية المضادة للطفيليات وشاي الأعشاب الذي نصح به الأطباء الأوائل ومفكري العصور القديمة، بما في ذلك أبقراط (أبو الطب، وأعظم أطباء عصره)، والذين تركوا وصفا تفصيليا للطفيليات وطرق مكافحتها.

لكن وصف هذه الطفيليات بدون صور ترك مجالا كبيرا للتفسيرات المختلفة، ولم يسمح لأحد أن يسمي بالضبط تلك الديدان التي أصابت الإغريق، لذلك أخذ الباحث ميتشيل وزملاؤه على عاتقهم مهمة تصحيح ذلك، من خلال الحفريات التي قاموا بها في جزيرة كيا في اليونان، خاصة وأن علماء الآثار هناك اكتشفوا، في منتصف القرن الماضي، مواقع أثرية تضم آثارا للحضارة اليونانية القديمة يعود تاريخها إلى أكثر من 3000 سنة.

وتمكن ميتشيل وفريقه من العثور على 16 قبرا إغريقيا لمن عاشوا في جزيرة كيا قبل ظهور الحضارة، في وقت حرب طروادة (حوالي 1100 قبل الميلاد).

كما عثر العلماء في هذه المقابر، علاوة على العظام والمجوهرات، على آثار براز متحجر، أتاح لميتشيل وزملائه فرصة تحديد الطفيليات التي كتب عنها أبقراط، وكذلك تقييم مدى انتشارها في اليونان.

لقد شكل اكتشاف الدودة السوطية في مقابر جزيرة كيا الإغريقية مفاجأة كبيرة للعلماء، وتزايد اندهاشهم لدى توصلهم لتحديد نسبة المصابين بهذه العدوى، والتي لم تتعد 16% فقط، مقارنة مع شمال أوروبا حيث يتضاعف هذا الرقم.

وكان العلماء يعتقدون أن نسبة المصابين في جنوب اليونان، لابد وأن تفوق نظيرتها في الشمال بسبب الظروف المناخية التي تساهم في بقاء بيضة الدودة وانتشارها.

ولم يتمكن العلماء من إيجاد إجابة واضحة لهذه القضية، لكنهم يعترفون بإمكانية أن يكون معظم بيض الديدان ببساطة قد تلاشى، ولم يتمكن من البقاء حتى يومنا هذا، فضلا عن حقيقة عدم وجود أنهار رئيسة وبحيرات وتجمعات كبيرة للحيوانات، إضافة لبعض العوامل الطبيعية الأخرى، ما شكل عائقا أمام انتشار هذه الطفيليات بشكل واسع بين قدماء الإغريق.

المصدر: ريا نوفوستي

ناصر قويدر

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا