ووفقا لتفسير الباحث الفنلندي ساني سومبي، من جامعة هلسنكي، فإن "هرمون السعادة (الأوكسيتوسين) يؤثر على الكيفية التي يرى بها الكلب العالم المحيط به، وكيفية تأثير الأشياء والأحداث عليه في هذه اللحظة أو تلك من الزمن".
وتقول دراسة العلماء الفنلنديين التي نشرت في مجلة "Fronntiers Psychology"، إنه ولوقت طويل، ظن الكثيرون أن الكلاب تنظر إلى مالكها كمصدر للغذاء ليس إلا. بيد أن هذه الفكرة بدأت تتعرض للنقد في الفترة الأخيرة.
ويعتقد العديد من علماء النفس والأحياء أن التواصل مع الإنسان، بحد ذاته يلعب دورا هاما في حياة الكلب. ومثال ذلك اكتشاف علماء الأعصاب في الآونة الأخيرة أن الكلاب قادرة على فهم حركة شفاه أصحابها عند نطق الكلمات، بل وإدراك معانيها. وتبين لهم أن الكلاب لا تتعامل مع الناس فقط من أجل الحصول على الغذاء، وإنما من أجل تحصيل المشاعر الإيجابية ولفت انتباههم. وأكد العلماء أن هذه الحيوانات قادرة على التعرف على مشاعر الناس عبر وجوههم سواء كانت مألوفة أو غريبة.
وكشف الباحث سومبي وزملاؤه سمة أخرى غريبة لدى الكلاب، تدفعها إلى التعلق بالبشر، وذلك عبر مراقبة رذاذ الأنف الذي يحتوي على جزيئات الأوكسيتوسين، ودراسة أثره على سلوك الحيوانات الأليفة في مواقف اجتماعية مختلفة.
ويخلص سومبي وزملاءه من الباحثين الفنلنديين إلى أن الأوكسيتوسين شكل القوة الرئيسية الدافعة لعملية تدجين "أفضل أصدقاء الإنسان" وللصداقة الوفية بينهما، وهذا ما يكشف السر في محبة الكلاب للوجوه الطيبة والودية لدى البشر.
المصدر: ريا نوفوستي
ناصر قويدر