وتقول مجموعة من العلماء من المملكة المتحدة إنهم "قلقون جدا" لأن الظروف الأكثر دفئا في المنطقة تمكن الطحالب من النمو على الجليد.
وتحول الطحالب الجليد إلى اللون الأخضر والبني وحتى الأسود، وبذلك يمتص الجليد المظلم المزيد من أشعة الشمس ما يسرع عملية ذوبانه.
وهذه البقع الداكنة من الطحالب تعكس فقط ما بين 1 إلى 35% من الإشعاع الشمسي، بينما يعكس الثلج الأبيض ما يصل إلى 90% من الإشعاع، وهذا يعني أن البقع الداكنة تذوب أسرع بكثير من الجليد الأبيض.
وتضيف طبقة الجليد في غرينلاند، والتي تعد ثاني أكبر صفائح الجليد في العالم والأكبر في نصف الكرة الشمالي، ما يصل إلى 1 ملم سنويا إلى الارتفاع العالمي للمحيطات. ولكن إذا كانت الصفيحة بأكملها سوف تذوب، فإنها قد تضيف أكثر من 7 أمتار إلى متوسط مستوى سطح البحر في العالم، وفقا لفريق العلماء الذين يشرفون على مشروع "Black and Bloom"، حيث يدرسون تأثير الطحالب على ذوبان الجليد في صفيحة غرينلاند الجليدية.
وقال البروفيسور مارتن ترانتر، الذي يقود الدراسة، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن "الناس قلقون جدا من احتمال تسارع ذوبان الصفيحة الجليدية في المستقبل".
وأضاف قائلا: "نعتقد أنه وبارتفاع درجة حرارة المناخ، سيزداد نمو هذه الطحالب المظلمة على مساحات واسعة من صفيحة غرينلاند الجليدية، وربما قد تسبب في نهاية المطاف ذوبانا أكبر للجليد وتسارعا في ارتفاع منسوب البحر".
وأوضح الدكتور جو كوك، وهو عالم الأحياء الدقيقة الجليدية في جامعة شيفيلد، أنه ليس بالضرورة أن يكون لذوبان الصفيحة الجليدية في غرينلاند آثار خطيرة على المستوطنات البشرية.
وتابع: "عندما نقول إن الصفيحة الجليدية آخذة في الذوبان بشكل أسرع، فهذا لا يعني أننا نقول أنها ستذوب في العقد القادم أو الـ 100 سنة المقبلة أو حتى الألف سنة التالية، ولكن لا يجب أن تذوب كليا ليكون الناس في خطر، فذوبان كمية صغيرة فقط تكفي لتهدد الملايين في المجتمعات الساحلية حول العالم".
ومن المنتظر أن ينشر مشروع "Black and Bloom" توقعاته الجديدة لارتفاع مستوى سطح البحر في غضون عامين.
المصدر: RT
فادية سنداسني