وقال موشيه هرزبرغ الباحث في جامعة بن غوريون: "إن تنقية المياه من الفيروسات أصبحت مشكلة اجتماعية مهمة للغاية، وقد سجلت في الولايات المتحدة على سبيل المثال، كثافة متزايدة للفيروسات الغدية في مياه الصرف الصحي للمدن".
وتلوث تلك الفيروسات في معظم الأحيان أحواض مياه الشرب مثل البحيرات الكبيرة وغيرها من الأحواض المائية في العالم.
ولاحظ العلماء أن مياه الصرف الصحي بدأت تؤثر على البيئة وحياة مختلف الحيوانات النهرية والبحرية. واكتشفوا مؤخرا أن تلوث المياه بالمواد البلاستيكية يتسبب في تغيرات دائمة في أدمغة الأسماك. أما وقوع بعض الأدوية والمخدرات في أجسامها فقد يؤدي إلى تغيير الجنس وفقدان القدرة على الإنجاب.
وبدأ هرزبرغ وزملاؤه في التفكير بكيفية التخلص من المنتوجات الناجمة عن حياة الإنسان، أي الميكروبات المسببة للأمراض والفيروسات التي تتكاثر في أجسام المرضى من سكان المدن والتي تقع في مياه الصرف الصحي.
فيما يتعلق بالجراثيم فإن حجمها كبير، ما يسمح بإزالتها بسهولة من المياه باستخدام فلاتر دقيقة أو قتلها بالمضادات الحيوية، أما الفيروسات فتتسرب بسهولة عبر أية فلاتر تشكل حاجزا للميكروبات.
واخترع هرزبرغ وزملاؤه جهاز تنقية خاصا، يضم مادة هلامية، مغطاة بغشاء من مركبات معدنية، وتستخدم المادة الهلامية على نطاق واسع في تنقية المياه من الجراثيم والجسيمات الدقيقة.
ولاحظ هرزبرغ وزملاؤه أن الأغشية الملوثة من المادة الهلامية لا تمرر الماء فحسب بل والفيروسات أيضا، لكن أحدا لم يحاول استخدامها لمكافحة الفيروسات.
واهتم فريق هرزبرغ بهذا الأمر فدرس بنية الأغشية الملوثة، واتضح أن الفيروسات تغطى فيها بمركبات مشحونة (إيجابية أو سلبية)، تحول دون مرور الفيروسات بغشاء التنقية الملوث.
ويرى العلماء أن مثل هذه المرشحات بوسعها الحد من انتشار العديد من الالتهابات المعوية الناجمة عن الفيروسات الغدية، التي تدخل جسم الإنسان مع ماء الحنفية. أما أجهزة التنقية الصغيرة من هذا النوع، فيمكن استخدامها لتنقية المياه من جميع الأمراض في البلدان النامية حيث تغيب المرافق الصحية والأنظمة المركزية لإمداد السكان بالمياه النقية.
المصدر: نوفوستي
يفغيني دياكونوف