ويعمل المشروع الذي سيستغرق 3 سنوات لإتمامه وتبلغ كلفته 450 ألف دولار، على محاكاة تفجيرين نووين وآثارهما بالاعتماد على 20 مليون "عميل" افتراضي يمثلون المدنيين، طيلة 30 يوم بعد الانفجارات، لدراسة آثار سقوط القنبلتين النوويتين وجهود الانقاذ التي سيتم اتخاذها.
ويسعى المشرفون على المشروع إلى جمع البيانات التي يتم الحصول عليها من تقارير الكوارث التي تعرضت لها الولايات المتحدة؛ لمعرفة كيفية تفاعل الأفراد مع الكوارث فعليا.
وقال البروفيسور، ويليام كينيدي، من جامعة جورج ماسون في فرجينيا "إن العلوم الاجتماعية الحاسوبية ليست تجريبية"، مضيفا "نحن لا نرهب الناس وننظر كيف يتصرفون".
وقام الباحثون باستخدام شهادات فردية من الناجين من الكوارث إلى جانب الكم الهائل من البيانات التي تم جمعها، حتى يتم التحكم بردود فعل "الضحايا الافتراضيين".
وأضاف كينيدي، الذي يرأس المشروع: "لقد وجدنا أن الناس سيتصرفون بعقلانية إلى حد ما وسيقومون بما تدربوا عليه، كما أن البعض سيحاولون الوصول إلى ذويهم بينما سيسعف آخرون الجرحى الغرباء".
و"تشير التقارير الواردة عن أحداث 11/9، أن الناس نزلوا عشرات الطوابق على الدرج بهدوء نسبي، ويحمل بعضهم البعض الآخر أحيانا للهروب من المبنى"، إلا أن هناك حالات أخرى لم تسر فيها الأمور على ما يرام، مثل الاستجابة لإعصار كاترينا في نيو أورليانز.
وأظهرت تقارير أن المواطنين لا يثقون بالحكومة، ومع وجود العزلة الناتجة عن الفيضانات فسيقومون بإطلاق النار على من يحاولون مساعدتهم.
وسيقدم المشروع محاكاة لتحركات الناس وبمجرد الانتهاء من المحاكاة، سيمكن النموذج من إظهار كيفية تأثر المباني والبيئة، كما سيكون بالإمكان ملاحظة تحركات العملاء عبر المدينة بحثا عن الماء والغذاء والملجأ، ومحاولتهم إجراء اتصالات بأصدقائهم وأسرهم، بحسب ما ذكرته صحيفة "الأطلسي".
وستحاكي القنابل قوة تصل إلى 10 كيلوطن، وهي نصف قوة القنابل التي سقطت على ناغازاكي وهيروشيما، بالإضافة لمحاكاة صواريخ بنطاق 2-5 كيلوطن تمتلكها كوريا الشمالية.
ويأمل كينيدي في أن تبدأ تجارب المحاكاة خلال الأشهر الستة المقبلة؛ لتقديم تقرير عن بعض النتائج التي يتم التوصل إليها بدءا من العام المقبل.
ويتوقع كينيدي أن الناجين سيتبعون تعليمات البقاء في مكان واحد بدل التوجه إلى الشوارع بحثا عن ذويهم، وأنه سيتم الاستفادة من البيانات التي تم جمعها للمساعدة في عمليات الإجلاء وإسعاف الجرحى من قنابل نووية ستدمر الولايات المتحدة وتهدد حياة الأمريكيين.
ويقول كينيدي إنه سيتم إبلاغ "العملاء" بمكان وجودهم على الخريطة في نيويورك وماذا يوجد من حولهم وإلى أي مدى هم بعيدون عن التفجيرات وعن ذويهم.
وسوف تشمل الخارطة نموذجا لمترو الأنفاق وخطوط الحافلات والجسور والطرق، إلا أن هذه الخارطة لن تكون سهلة كما هي خرائط غوغل، باعتبار أن البيانات غير كافية وواضحة بما فيه الكفاية.
وأشار كينيدي إلى أن التجربة قد تستغرق ما يصل إلى 5 سنوات، إلا أن التمويل الحالي للمشروع لا يغطي سوى 3 سنوات.
المصدر: ديلي ميل
فادية سنداسني