وكان المجال المغناطيسي للأرض أضعف بمقدار عشر مرات مما هو عليه اليوم. ويعتقد أن هذا الشذوذ قد أثر بشكل بالغ على حياة وتطور التجمعات البشرية القديمة، بما في ذلك الكرومانيون والنياندرتال.
تمكن الباحثون من تتبع تحركات القطب المغناطيسي حول الكوكب قبل 40 ألف سنة باستخدام الصخور التي تحتفظ بمغناطيسيتها منذ تشكلها، وهي ظاهرة تعرف بالمغناطيسية القديمة. ومن خلال دراسة هذه الصخور، يمكن قراءة سجل المجال المغناطيسي في لحظة تشكلها.
وقال ألكسندر باسينكو، كبير الباحثين في معهد فيزياء الأرض التابع لأكاديمية العلوم الروسية:
"على مدى قرون، تغيرت الحياة على الكوكب بشكل كبير. فقد سمح المجال المغناطيسي الضعيف للإشعاع الشمسي والكوني الخطير بالتسرب إلى الأرض، ووصلت تيارات الجسيمات المشحونة إلى خطوط العرض الاستوائية، ما جعل الأضواء القطبية تُرى فوق أوروبا الجنوبية وإفريقيا المعاصرتين. وكان أسلافنا يتأملون رقص الأضواء الملونة في السماء، لكن كل ذلك كان خطيرا للغاية، لأن الإشعاع القوي يمكن أن يدمر جزيئات الحمض النووي، ويسبب السرطان والعمى."
وأضاف باسينكو:
"عاش أسلافنا المباشرون، الكرومانيون، والنوع الموازي من البشر القدماء، النياندرتال، معا في جنوب أوروبا. لكن الأدلة الأثرية تشير إلى أن الكرومانيون ربما تكيفوا بشكل أفضل مع الأخطار القادمة من السماء. فقد بدأوا في خياطة ملابس أكثر كثافة من الجلود باستخدام إبر عظمية، لتوفر حماية من الإشعاع. كما بدأوا باستخدام المغرة، وهي صبغة من هيدروكسيد الحديد، على الجلد لتعمل كحماية من الشمس. أما النياندرتال، فبالرغم من قدرتهم على معالجة الجلود، لم يطوروا تقنيات مماثلة، ما جعلهم أكثر عرضة لعواقب الكارثة."
وأشار الباحثون إلى أن الضعف الحاد في المجال المغناطيسي له تأثير محتمل على الثدييات العليا، ومن المرجح أن أحفاد البشر المعاصرين سيتمكنون من تقييمه قريبا. فالقطب الشمالي قد بدأ رحلة جديدة، والأضواء الشمالية أصبحت مرئية بالفعل في خطوط العرض المتوسطة.
المصدر: Naukatv.ru