وهذه التركيبة الجيولوجية المعروفة باسم تكوين (دوروبينار) يبلغ طولها حوالي 164 مترا، وهو ما يتوافق مع الوصف التوراتي. وقدم مشروع "Noah's Ark Scans" المخصص لدراسة هذا التكوين معلومات محدثة حول هذا الاكتشاف.
ومنذ عام 2021 بدأ فريق دولي من العلماء يضم الخبراء من الجامعة التكنولوجيا في إسطنبول وجامعة "أغري إبراهيم تشيتشن" وجامعة "أندروز" الأمريكية بدراسة هذا الموقع.
وجمع الباحثون على مدى 4 سنوات حوالي 30 عينة من الصخور والتربة. وأظهر التحليل وجود مواد طينية، ورواسب بحرية، وبقايا كائنات بحرية مثل الرخويات. وتشير هذه البيانات إلى أن هذه المنطقة ربما كانت مغمورة بالمياه قبل حوالي 5000 عام، وأن التكوين كان موجودا في الماء.
وبالإضافة إلى ذلك قاس العلماء أبعاد التكوين ووجدوا أنها تتطابق إلى حد بعيد مع الوصف في السفر الـ 6:15 من الكتاب المقدس حيث يبلغ طول السفينة "300 ذراع في الطول، و50 ذراعا في العرض، و30 ذراعا في الارتفاع".
وجذب تكوين "دوروبينار" الانتباه لأول مرة في عام 1948، عندما اكتشف مزارع كردي هيكلا متحجرا يشبه السفينة على جبل تندورك، على بعد 50 كم جنوب غرب جبل أرارات الكبير. واعتبر هذا آنذاك مجرد أسطورة محلية أو خرافة بسبب عدم وجود إمكانية للتحقق من الفرضية.
منذ ذلك الحين، ظل التكوين موضوع جدل، حيث يعتبره البعض تكوينا طبيعيا، بينما يعتقد البعض الآخر أنه قد يكون بقايا سفينة نوح.
قال البروفيسور فاروق كايا نائب رئيس جامعة "أغري إبراهيم تشيتشن": "وفقا للنتائج الأولية، كانت هناك نشاطات بشرية في هذه المنطقة منذ العصر النحاسي، هو الفترة بين العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي، حيث استخدم الناس النحاس والحجر لصنع الأدوات".
وعلى الرغم من تطابق أبعاد التكوين مع الوصف التوراتي والمواد المكتشفة، يؤكد العلماء أنه لا توجد أدلة قاطعة حتى الآن تثبت أن "دوروبينار" هو سفينة نوح. وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث والتنقيبات لتأكيد تلك الفرضية.
المصدر: Naukatv.ru