ويؤكد العلماء أن البشرية بحاجة إلى البدء في معالجة مشكلة الحطام الفضائي المتنامية الآن، قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة.
وهناك الكثير من الحطام في المدار لدرجة تنامي القلق بشأن "متلازمة كيسلر"، وهو سيناريو مدمر، حيث يمكن لتصادم أو اثنين بين أجزاء من أقمار صناعية في المدار أن ينتج تصادمات كثيرة كالشلال، حيث ينتج عن كل تصادم قطع نفايات عديدة تدخل بدورها في اصطدامات جديدة. فيزداد بذلك عدد النفايات في المدار الأرضي ما قد يشكل تهديدا كبيرا لرواد الفضاء والأقمار الصناعية.
وقال الفيزيائي توماس بيرغر في مؤتمر صحفي في اجتماع للجمعية الجيوفيزيائية الأمريكية في واشنطن العاصمة في 11 ديسمبر: "نحن نتحدث عن الأقمار الصناعية الميتة، وأجزاء الصواريخ، والأغطية الواقية، والمفاتيح، والقفازات، وأشياء من هذا القبيل التي تركت في المدار".
وأصبح مدار الأرض مزدحما لدرجة أن نحو 1000 تحذير حول التصادمات المحتملة يتم إرساله يوميا لمشغلي الأقمار الصناعية، حسبما ذكر بيرغر.
على سبيل المثال، قال أراز فيزي، أحد مؤسسي شركة "كايهان سبيس" المتخصصة في بيانات المدار، في رسالة إلكترونية لموقع "بزنس إنسايدر": "بعض الأقمار الصناعية لعملائنا تتلقى ما يصل إلى 800 تحذير يوميا من قوة الفضاء الأمريكية".
وأضاف سياماك حسار، المؤسس المشارك للشركة، في مقال نشره موقع "سبيس": "تتبع شركتنا أكثر من 60 ألف تحذير أسبوعيا لمجموعة من نحو 100 قمر صناعي".
وأغلب هذه التحذيرات تأتي من منطقة في مدار الأرض على ارتفاع نحو 550 كيلومترا، حيث توجد أقمار "ستارلينك" التابعة لشركة "سبيس إكس".
وقال بيرغر، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمركز تكنولوجيا الطقس الفضائي في جامعة كولورادو بولدر: "أصبح من الصعب على مشغلي الأقمار الصناعية تحديد أي من هذه التحذيرات مهمة وأيها يجب الانتباه إليها".
ونظرا لأن أجهزة التتبع لا يمكنها التنبؤ بدقة بمواقع الأجسام في الفضاء، يتم تفعيل هذه التحذيرات عندما يُتوقع أن تمر الأجسام بالقرب من بعضها بعضا. إلا أن نسبة صغيرة فقط من هذه التحذيرات تؤدي في الواقع إلى تصادم.
وعند حدوث تصادمات فضائية، يتم إطلاق الحطام بسرعة عالية في عدة اتجاهات، ما يخلق منطقة جديدة من الحطام الخطير في المدار.
وتابع بيرغر: "قد يؤدي ذلك إلى حدوث رد فعل متسلسل لا يمكن وقفه من التصادمات المتتالية، ما يؤدي في النهاية إلى بيئة فضائية مليئة بالكامل بالحطام".
وفي أسوأ السيناريوهات، قد يصبح المدار مزدحما لدرجة أنه لا يوجد مكان آمن لإطلاق صواريخ جديدة. وهذا هو الوضع الذي يُطلق عليه خبراء الفضاء اسم "متلازمة كيسلر".
ويتلقى رواد الفضاء على محطة الفضاء الدولية تحذيرات عديدة من الحطام، حيث يجب أن يكونوا على استعداد لإخلاء المحطة إذا تم ضربها. وفي مثل هذه الحالات، تقوم المركبات الفضائية المربوطة بالمحطة بتشغيل محركاتها لدفع المحطة بعيدا عن المسار المتوقع للتصادم.
وغالبا ما يستجيب مشغلو الأقمار الصناعية للتحذيرات بتحريك أقمارهم الصناعية بعيدا عن مسار التصادم المحتمل. وقالت "سبيس إكس" في تقرير قدمته إلى لجنة الاتصالات الفيدرالية في يوليو الماضي، إن أقمارها الصناعية أجرت ما يقرب من 50 ألف مناورة لتجنب التصادم في النصف الأول من العام فقط، وفقا لما ذكره موقع "سبيس".
ولكن، ليس كل قمر صناعي يصل إلى المدار يتمتع بهذه الميزة والقدرة على المناورة، وهو ما يتطلب وضع خطط فعالة للتخلص من الحطام الفضائي وضمان أمان الفضاء في المستقبل.
المصدر: بزنس إنسايدر