مباشر

اكتشاف تمثال قائد غامض قد يفك بعض أسرار جيش التيراكوتا في الصين

تابعوا RT على
حقق علماء الآثار اكتشافا فريدا في أعماق المقابر القديمة لأول إمبراطور صيني، ما قد يعيد كتابة قصة واحدة من أكثر القوات العسكرية غموضا في العالم.

ويعد هذا الاكتشاف النادر الذي كان مخفيا بين جيش التيراكوتا الشهير (مجموعة من المنحوتات الطينية التى تصور جيوش تشين شي هوانغ ، أول إمبراطور للصين)، فريدا من نوعه ولم يُر مثله منذ عقود، ما يلقي الضوء على تنظيم وقيادة الجيش الذي تجمد في الزمن لأكثر من ألفي عام.

وجاء هذا الاكتشاف الكبير من الحفرة الثانية في ضريح الإمبراطور المترامي الأطراف في مقاطعة شنشي، حيث قام العلماء بالكشف عن تمثال بالحجم الطبيعي يعتقد أنه يمثل جنرالا رفيع المستوى.

ويتميز التمثال بدرعه المزخرف، وتاجه المتقن، ووضعيته المميزة، وهو يعد العاشر من نوعه بين الضباط الذين تم اكتشافهم منذ أول مرة تم اكتشاف جيش التيراكوتا في عام 1974.

وقال تشو سي هونغ، رئيس مشروع التنقيب: "بناء على موقعه، نعتقد أن هذا التمثال كان على الأرجح القائد العسكري الأعلى رتبة في هذه الوحدة."

وكان يرافق الجنرال عربتان، وثلاثة خيول من الطين، وتمثالان إضافيان.

وأضافت شيو تشن جانيس لي، عالمة الآثار من جامعة أكسفورد: "ترتيب الضباط رفيعي المستوى في التشكيلات العسكرية يعكس الاستراتيجيات العسكرية، مثل نظام القيادة في سلالة تشين".

وتقدم هذه القطع الأثرية لمحة نادرة عن التشكيلات الاستراتيجية والهيكل القيادي للجيش خلال سلالة تشين والذي يعتقد أنه تم إنشاؤه لحماية الإمبراطور تشين شي هوانغ في الحياة الآخرة.

ويعد جيش التيراكوتا، الذي تم إدراجه كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو منذ عام 1987، واحدا من أبرز الاكتشافات الأثرية في العصر الحديث.

وقد عثر على الموقع لأول مرة عن طريق مزارعين محليين أثناء حفر بئر، ومنذ ذلك الحين كشفت الحفريات عن أكثر من 2000 تمثال بالحجم الطبيعي، مع تقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى 8000 تمثال ما يزال مدفونا تحت الأرض.

وكل تمثال فريد من نوعه، ما يعكس تنوع جيش الإمبراطور، من الجنود المشاة إلى الفرسان ورماة الأقواس، وقد تم تشكيلهم بدقة واهتمام شديدين بالتفاصيل، مزودين بأسلحة، مثل السيوف والرماح.

وقالت لي: "هذه الزخارف على الضباط رفيعي المستوى تشير إلى مدى تميزهم." أسلوب الزخارف وألوانها كانت تعكس الذوق الجمالي والرموز الاجتماعية في تلك الحقبة".

وبدأت الحفريات في الحفرة الثانية منذ عام 1994، مع استئناف الحفريات الرسمية في عام 2015.

ويأتي هذا الاكتشاف الأخير في وقت يمر فيه جيش التيراكوتا بذكرى مرور 50 عاما على اكتشافه الأول، ما يبرز قدرة الموقع المستمرة على تقديم المزيد من الكنوز الأثرية.

وقد بدأ بالفعل ترميم التمثال المكتشف حديثا، حيث يقوم الخبراء بتنظيفه وإعادة تجميعه بعناية، وهي عملية ستسبق التحليل التفصيلي وعرضه للجمهور في المستقبل.

المصدر: ذا صن

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا