وكشف تقرير نشره موقع "ديلي ميل"، أنه عثر على هذا النوع من الفطريات السوداء، والمسمى Cladosporium sphaerospermum وهو يتكاثر على جدران المفاعل النووي رقم 4، المنطقة التي تحتوي على أعلى مستويات الإشعاع.
وتعرض هذا المفاعل في المحطة النووية للانصهار في عام 1986، ما أدى إلى إطلاق الدخان وتسبب في وفاة الآلاف من بسبب الإشعاع.
وتم إخلاء مدينة بريبيات بالكامل وهي مهجورة حتى يومنا هذا، وتقع ضمن منطقة محظورة يبلغ طولها 19 ميلا.
لكن الفطر الأسود، إلى جانب أنواع أخرى، بما في ذلك Wangiella dermatitis وCryptococcus neoformans، بدأ في امتصاص الإشعاع.
وتنتمي هذه الفطريات إلى مجموعة من الفطريات المعروفة باسم "الفطريات المشعة"، والتي يمكنها تحويل هذا الإشعاع إلى عمليات أيضية، ما يعني أنها يمكن أن تنمو أكثر بناء على مقدار الإشعاع الذي تمتصه.
وهذا الاكتشاف ليس جديدا، فقد لوحظ لأول مرة في أوائل التسعينيات عندما اكتشف فريق بحثي لأول مرة نمو الفطريات.
ويمكن للفطريات في النهاية أن تساعد في تنظيف النفايات المشعة - وحتى حماية البشر من الإشعاع أثناء مهام الفضاء العميق مستقبلا.
وما يزال الإشعاع الكوني يشكل حاجزا أمام الرحلات الفضائية الطويلة، حيث يقول العلماء إن البشر يحتاجون إلى "أقصى قدر" من الحماية من الأشعة إذا كان البشر سيستعمرون كواكب أخرى في النهاية.
وفي دراسة أمريكية أجراها فريق من جامعات ستانفورد ونورث كارولين عام 2020، أرسل العلماء عينة متنوعة من الفطريات المشعة الموجودة في تشيرنوبل إلى محطة الفضاء الدولية للاختبار وراقبوها لمدة 30 يوما في طبق بتري في المختبر. ووجدوا أنها تقلل الإشعاع بنسبة 2% مقارنة بعينة غير مشعة.
وبناء على هذه النتيجة، أشار العلماء إلى أن هذه الفطريات يمكنها الحماية بشكل كبير من الإشعاع الفضائي، ما قد يساعد على تعزيز المهام الاستكشافية البشرية المستقبلية التي ستعمل على إرسال البشر إلى ما أبعد من مدار الأرض، مثل القمر والمريخ.
المصدر: مترو