ويقول ابراهيم تشاو المدير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر UNCCD: "يبدد تحليلنا حالة الارتياب التي أحاطت منذ فترة طويلة بالاتجاهات المرتبطة بالتصحر العالمي، وأوضحنا للمرة الأولى حجم هذه الأزمة علميا وكشفنا التهديد الذي تشكله على حياة مليارات البشر على الأرض".
ويشير المكتب الإعلامي لـ UNCCD إلى أن هذا التقرير هو أول تقرير كامل عن التصحر العالمي للأرض أعده خبراء الاتفاقية الأمم المتحدة تحضيرا للقمة القادمة للاتفاقية التي ستعقد لأول مرة هذا العام في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية. وقد قيم علماء المناخ وعلماء التربة وعلماء المياه وغيرهم من المتخصصين المعنيين مدى تغير الوضع منذ عام 1994، عندما تم التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
وقد أظهر تحليل العلماء أن المساحة الإجمالية للمناطق الصحراوية والقاحلة زادت على مدى ثلاثة عقود من 37.5 بالمئة إلى 40.6 بالمئة، في حين انخفضت كمية المياه في التربة والموائل بشكل كبير في 77.6 بالمئة من مناطق القارات والجزر. ونتيجة لذلك، تحولت 4.3 مليون كيلومتر مربع من المناطق الرطبة في القارات إلى صحاري وتربة جافة وهي أكبر من مساحة الهند بمقدار الثلث.
ووفقا للباحثين، يعيش حوالي 2.3 مليار شخص حاليا في مناطق صحراوية وأراض قاحلة وجافة، منهم 1.35 مليار و620 مليونا في آسيا وإفريقيا. وقد زاد عددهم بنحو الثلث خلال العقود الثلاثة الماضية. وليس هذا النمو مرتبطا بزيادة عدد السكان في هذه المناطق فقط، بل أيضا بالتصحر السريع. لذلك يتوقع الخبراء أن يزداد عددهم إلى حوالي 5 مليارات بحلول نهاية القرن.
ووفقا للباحثين، كان هذا الاتجاه أقوى في أوروبا، حيث شهد 95 بالمئة منها انخفاضا كبيرا في رطوبة التربة والموائل منذ عام 1994. كما حدثت تحولات واسعة النطاق وأكثر خطورة بكثير، في إفريقيا (88 بالمئة) وآسيا (86 بالمئة)، حيث يعيش حوالي 49.6 بالمئة و30 بالمئة على التوالي من سكانها حاليا في مناطق جافة وصحراوية. وقد يؤدي هذا في المستقبل إلى مشكلات خطيرة تتعلق بتوافر موارد الغذاء والمياه في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم.
المصدر: تاس