صرح بذلك إيليا بلوتنيكوف الباحث في معهد فقه اللغة التابع لفرع سيبيريا في أكاديمية العلوم الروسية.
وقال إن ناطقي لغتي الأورال وألتاي تعايشوا في سيبيريا لعدة آلاف من السنين. وظل علماء اللغة لمدة تزيد عن 100 عام يبحثون عن حجج لتأكيد أو دحض الفرضية القائلة إن هذه اللغات لها أصل مشترك. وفي الآونة الأخيرة اعتبر العديد من الباحثين أن فرضية قربها الوثيق قد عفا عليها الزمن، حيث أن ناطقي الأشكال المبكرة لهذه اللغات عاشوا في مناطق مختلفة وكانوا على اتصال نتيجة لهجرات في فترات لاحقة من الزمن. إلا أن الدراسات اللغوية الحديثة تؤكد وجود سمات مشتركة في لغات هاتين العائلتين اللغويتين.
وأوضح قائلا: "إن السمة المشتركة الرئيسية بينهما هي ترتيب الكلمات. وفي جميع اللغات التي تم النظر فيها، خلافا للروسية ومعظم اللغات الهندية الأوروبية على سبيل المثال، يسود ترتيب الكلمات كما يلي: الفاعل – الإضافة – الفعل. ويعتمد التنوع في ترتيب الكلمات بشكل عام على مبدأ واحد". وأوضح أن علماء اللغة قاموا بتحليل لهجات لغة الخانتي من بين لغات الأورال، ومن بين لهجات ألتاي حللوا لغات البرابا والتتار في منطقة نوفوسيبيرسك، ولغات جمهوريات ألتاي وخاكاسيا وتيفا.
وأضاف أن الباحثين السابقين درسوا بالتفصيل السمات العامة لبنية الجمل في هذه اللغات على مستوى استخدام أدوات الصرف، مثل الحالات والأشكال اللفظية. بينما تهدف الدراسة الحالية إلى دراسة الجوانب التي لم يتم تحليلها بالتفصيل من قبل، مثل ترتيب الكلمات والنبرة. مع ذلك فإن اللغويين يمتلكون الآن أدوات التحليل الحاسوبي باستخدام برامج خاصة تسمح لهم بقياس نبرة الكلام أو فحص الظواهر اللغوية في مجموعة كبيرة من النصوص.
في سياق البحث العلمي درس الخبراء مؤلفات الفولكلور التي تحافظ على السمات القديمة للغة، ونماذج من الكلام الحديث لناطقي اللغات الأصليين على حد سواء.
المصدر: تاس