مباشر

بمساعدة "غوغل إيرث".. اكتشاف ظاهرة طبيعية نادرة في منطقة نائية بأستراليا

تابعوا RT على
عثر أحد مستكشفي الكهوف أثناء تفحصه صور الأقمار الصناعية لجنوب أستراليا عبر "غوغل إيرث" (Google Earth)على دليل على ظاهرة جوية نادرة.

وقد قام العلماء بالتحقيق في الصور لما بدا وكأنه "ندبة" (الأثر أو العلامة التي تركها الإعصار على الأرض بعد مروره) محفورة عبر المناظر الطبيعية المغبرة لسهل نولاربور في جنوب أستراليا، واكتشفوا أن إعصارا قويا تسبب في ذلك.

وتحدث الأعاصير في أستراليا ولكن بشكل أقل بكثير مقارنة ببعض المناطق الأخرى، مثل الولايات المتحدة. ففي أستراليا، يتراوح عدد الأعاصير التي تحدث سنويا بين 30 و80 إعصارا فقط، بينما في الولايات المتحدة، يحدث أكثر من 1000 إعصار سنويا.

وقال ماتجي ليبار، زميل الأبحاث المساعد في كلية علوم الأرض والكواكب في جامعة كيرتن، إنه تم الإبلاغ عن الأعاصير في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

بعد أن اكتشف ليبار أثر الإعصار (الندبة)، بدأ في دراسة ومعرفة تاريخ حدوثه بدقة. وكان الهدف من هذا التحقيق هو جمع معلومات تساعد في تحذير المجتمعات وتوفير استعدادات أفضل في حال حدوث إعصار آخر في المستقبل.

ومن خلال البحث، تمكن العلماء من اكتشاف أن الإعصار حدث بين 16 و18 نوفمبر 2022.

وتمتد "الندبة" الضخمة لمسافة 11 كيلومترا ويبلغ عرضها 250 مترا. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنها تحمل علامات إعصار قوي جدا، مع رياح تزيد سرعتها عن 200 كيلومتر في الساعة.

وأوضح ليبار: "ربما استمر الإعصار بين سبع و13 دقيقة. تشير سمات الندبة إلى أن الرياح الدوامة داخل الإعصار كانت تتحرك في اتجاه عقارب الساعة. ونعتقد أيضا أن الإعصار تحرك من الغرب إلى الشرق، وهو ما يتماشى مع اتجاه الجبهة الباردة القوية في المنطقة في ذلك الوقت".

كما سجلت الملاحظات الجوية المحلية غطاء سحابيا كثيفا وهطول أمطار خلال تلك الفترة في نوفمبر 2022.

وهذا الإعصار هو واحد من ثلاثة فقط تم توثيقها في سهل النولاربور، وهي منطقة نائية ذات عدد قليل من السكان.

وعلى عكس الأعاصير التي تضرب المناطق المأهولة بالسكان، لم يتسبب هذا الإعصار في تدمير المنازل أو البلدات. إلا أنه ترك أثرا ملحوظا، حيث عمل على إزالة التربة والنباتات وشكّل سطح الأرض بشكل غير مسبوق.

ومن المدهش أن الندبة كانت ما تزال مرئية بوضوح بعد 18 شهرا من الحدث، سواء في الصور الفضائية أو على الأرض. ومن المرجح أن ذلك يعود إلى النمو البطيء للنباتات في هذه المنطقة الجافة، حيث لم يكن قد غطى التآكل بعد.

ويوضح هذا الاكتشاف المثير في سهل نولاربور عن مدى قوة الطبيعة وعدم قابليتها للتوقع أحيانا.

المصدر: مترو

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا