وهذا يعني احتمالية كبيرة لمزيد من الأضواء الشمالية، مثل العاصفة الجيومغناطيسية G4 التي أنتجت الشفق القطبي في جميع أنحاء العالم يومي 10 و11 أكتوبر وعاصفة جيومغناطيسية G5 يومي 10 و11 مايو، وهي الأكثر شدة في العقدين الماضيين، وربما لمدة 500 عام.
وقالت ليزا أبتون، الرئيسة المشاركة للجنة التنبؤ بالدورة الشمسية 25 والباحثة الرئيسية في معهد ساوث ويست للأبحاث، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين يوم الثلاثاء 15 أكتوبر: "ما نشهده حاليا من النشاط يشير إلى أن الشمس وصلت إلى أقصى مرحلة من دورتها". وأضافت: "نتوقع أن نبقى في هذه المرحلة القصوى من ستة أشهر إلى عام على الأقل - وربما لفترة أطول قليلا - لذلك هناك بالتأكيد احتمال أعلى لرؤية تلك العواصف الجيومغناطيسية الشديدة خلال هذه المرحلة".
وتنتج العواصف الشمسية عن الطاقة المنبعثة من الشمس، وهي نجم قزم أصفر عمره 4.5 مليار سنة يدور على بعد نحو 93 مليون ميل من الأرض في مركز نظامنا الشمسي.
ويمكن للانفجار المفاجئ للجسيمات والطاقة والمجالات المغناطيسية أن يسبب اضطرابا في المجال المغناطيسي للأرض الذي يحمي سطح الكوكب من التأثيرات الضارة.
وتُعرف هذه الاضطرابات بالعواصف الجيومغناطيسية، ويمكن أن تؤدي إلى انقطاعات الراديو وانقطاع التيار الكهربائي. ويمكن أن تولد أيضا عروضا مثيرة من الشفق القطبي عندما تصطدم جزيئات من الشمس بغلاف الأرض الجوي، قبل أن تتسارع على طول خطوط المجال المغناطيسي عند القطبين الشمالي والجنوبي لتكوين أشكال بيضوية من اللونين الأخضر والأحمر.
وعلى الرغم من أن النشاط المغناطيسي للشمس يتزايد ويتناقص على مدى فترة 11 عاما تقريبا، إلا أن الدورة الشمسية الحالية 25 التي بدأت في عام 2019 تبدو أقصر من ذلك. وهذا يعني أن ذروة النشاط الشمسي من المرجح أن تستمر لفترة أطول من المعتاد، ومن المرجح أن تنتج عواصف جيومغناطيسية متكررة وقوية حتى عام 2026.
وقالت أبتون إن الدورات الشمسية الأطول تميل إلى أن تكون أكثر حدة في الذروة ولها مرحلة قصوى أقصر تستمر لمدة عام أو عامين فقط، في حين أن الدورات الأقصر تكون أطول، لذلك تستمر مراحلها القصوى لمدة ثلاث أو أربع سنوات.
وقال الدكتور السيد طلعت، مدير عمليات الطقس الفضائي في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، في بيان صحفي: "لا يعني هذا الإعلان أن هذه هي ذروة النشاط الشمسي التي سنشهدها في هذه الدورة الشمسية. في حين أن الشمس قد وصلت إلى فترة الذروة الشمسية، فإن الشهر الذي سيبلغ فيه النشاط الشمسي ذروته على الشمس لن يتم تحديده قبل أشهر أو سنوات". ويرجع عدم اليقين إلى أنه يجب ملاحظة الانخفاض المستمر في النشاط الشمسي بعد تلك الذروة.
إن انتهاء ذروة النشاط الشمسي في غضون عام أو نحو ذلك لا يعني انخفاضا في الأضواء الشمالية. ففي الواقع من المرجح أن يكون العكس هو الصحيح.
وشرحت أبتون: "لقد دخلنا العامين الماضيين في الفترة القصوى، لذا نتوقع عاما آخر أو نحو ذلك من مرحلة الحد الأقصى قبل أن ندخل حقا في مرحلة الانحدار، والتي ستقودنا إلى الحد الأدنى من النشاط الشمسي. وتتميز هذه الفترة من الانحدار الشمسي بتناقص عدد البقع الشمسية، ولكن ليس بالضرورة بتأثيرات أقل، حتى بعد الحد الأقصى للنشاط الشمسي"، حيث تتميز مرحلة الانحدار بأحداث شمسية قوية للغاية.
ويبلغ النشاط الشمسي حاليا أعلى مستوى له في 23 عاما. وأنتجت الشمس انفجارا شمسيا (أو وهجا شمسيا) بتصنيف X9، وهو انفجار مفاجئ وكثيف من الإشعاع من الشمس، في 3 أكتوبر، والذي اعتبر الأقوى في الدورة الشمسية 25 حتى الآن.
المصدر: فوربس