وأدى ذلك إلى مضاعفة عدد الرسومات القديمة العملاقة المعروفة في هذه المنطقة من أمريكا الجنوبية. ونشرت نتائج دراسة العلماء في المجلة العلمية PNAS.
وجاء في الدراسة:" "لقد استغرقت البشرية ما يقرب من قرن من الزمن لاكتشاف جميع الرسومات الجيولوجية العملاقة المعروفة والتي يبلغ عددها 430 رسما على هضبة نازكا. ولأول مرة استخدمنا نظام الذكاء الاصطناعي لتحليل منطقة بيرو بأكملها، مما سمح لنا باكتشاف أكثر من 300 رسم جديد. وفي ستة أشهر فقط من العمل الميداني تضاعف عدد هذه الآثار".
وقد تحقق هذا الاكتشاف بتوجيه من الباحث في مركز "توماس واتسون" ماركوس فريتاغ، حيث قام بتحليل الصور الجوية عالية الجودة لهضبة نازكا بدقة 10 سم لكل بكسل. وقد طور العلماء نظام رؤية حاسوبي لتحليلها وتم تدريبه على صور فوتوغرافية لـ406 رسوم جغرافية قديمة مكتشفة سابقا.
وباستخدام هذا النظام قام العلماء بمعالجة جميع الصور التي تم التقاطها سابقا على هضبة نازكا فاكتشفوا حوالي 1300 صورة مرشحة لتكون رسومات جغرافية غير معروفة سابقا. وقام الباحثون بتحليل هذه الصور يدويا، واختيار الصور الواعدة، وحاولوا اكتشافها خلال الرحلات الاستكشافية والرحلات الجوية فوق أراضي هذه المنطقة من بيرو.
في المجموع أمضى الباحثون حوالي شهرين من الوقت في هذه البعثات، ونتيجة لذلك تمكنوا في ستة أشهر من اكتشاف 300 رسم غامض ( Geoglyphs )غير معروف سابقا.
وتضمنت هذه الصور عددا كبيرا من صور الأشخاص والحيوانات والأسماك والطيور، بالإضافة إلى مشاهد مختلفة من الطقوس الدينية وحياة البيروفيين القدماء.
وكما هو الحال مع الرسومات المعروفة من هضبة نازكا، فإن معظم الرسومات الجديدة يبلغ طولها وارتفاعها عدة عشرات من الأمتار، وكان الكثير منها ضمن شبكات الطرق والتقاطعات. وخلص العلماء إلى أن هذا يشير إلى أن هذه الرسومات كانت مرتبطة بمسارات الحجاج الذين ربما قصدوا معبد (كاهواتشي) الذي يعلو فوق كل النقوش الجيوغليفية في هذه المنطقة من بيرو.
يذكر أنه تم اكتشاف رسومات جيوغليفية غامضة على هضبة نازكا لأول مرة في منتصف القرن السادس عشر من قبل الغزاة الإسبان، ولكن حتى منتصف القرن العشرين لم تجذب انتباه علماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا. وبدأت دراستها فقط في عام 1939 عندما أعاد عالم الآثار البيروفي توريبيو شيسبي اكتشافها، والتقط المؤرخ الأمريكي بول كوسوك الصور الأولى لهذه الرسومات العملاقة من طائرة.
المصدر: تاس