مباشر

اكتشاف أدلة خفية في الدماغ تشير إلى قابلية الإصابة بالاكتئاب

تابعوا RT على
توصل باحثون إلى رؤى جديدة حول كيفية وسبب معاناة بعض الأشخاص من الاكتئاب بعد اكتشاف أن شبكة دماغية معينة أكبر بكثير لدى أولئك الذين يعيشون مع هذه الحالة.

ويعد سطح الدماغ صندوق تقاطع اتصال حيث تتحدث مناطق مختلفة مع بعضها البعض للقيام بعمليات معينة. ولكن هناك مساحة محدودة لهذه الشبكات لتشاركها.

ويقول الباحثون الآن إنه في الأشخاص المصابين بالاكتئاب، يشارك جزء أكبر من الدماغ في الشبكة التي تتحكم في الانتباه للمكافآت والتهديدات مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من الاكتئاب.

ويوضح الدكتور تشارلز لينش، أحد مؤلفي البحث، من كلية وايل كورنيل للطب في نيويورك: "إنه يشغل مساحة أكبر على سطح الدماغ مما نراه نموذجيا في الضوابط الصحية". وأضاف أن التوسع يعني أن حجم شبكات الدماغ الأخرى - المجاورة غالبا - كانت أصغر.

وفي مقال كتبه في مجلة Nature، أفاد لينش وزملاؤه كيف استخدموا رسم الخرائط الوظيفية الدقيقة، وهو نهج جديد لتصوير الدماغ يحلل مجموعة من عمليات مسح الرنين المغناطيسي الوظيفي لكل فرد.

وطبق الفريق هذه الطريقة على 141 شخصا مصابا بالاكتئاب و37 شخصا غير مصابين به، ما مكنهم من قياس حجم شبكات الدماغ لكل مشارك بدقة. ثم أخذوا الحجم المتوسط ​​لكل مجموعة.

ووجدوا أن جزءا من الدماغ يسمى الشبكة البارزة الجبهية المخططية توسع بنسبة 73% في المتوسط ​​لدى المشاركين المصابين بالاكتئاب مقارنة بالضوابط الصحية.

وقد تم دعم هذه النتائج من خلال تحليل مسح دماغي فردي تم جمعه سابقا من 932 شخصا سليما و299 مصابا بالاكتئاب.

وقال الفريق إن حجم شبكة الدماغ هذه لدى المصابين بالاكتئاب لم يتغير مع الوقت أو الحالة المزاجية أو العلاج بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة. ومع ذلك، أصبحت إشارات الدماغ بين أجزاء مختلفة من الشبكة أقل تزامنا عندما أصيب المشاركون بأعراض معينة للاكتئاب، مع ارتباط هذه التغييرات أيضا بشدة الأعراض المستقبلية.

وأضاف الفريق أن تحليل مسح الدماغ من 57 طفلا أصيبوا بالاكتئاب في مرحلة المراهقة كشف عن توسع شبكة الدماغ هذه قبل سنوات من ظهور أعراضهم، بينما توسعت أيضا لدى البالغين المصابين بالاكتئاب المتأخر.

وقال الباحثون إن هذا يشير إلى أن شبكة الدماغ الموسعة قد تكون عامل خطر للإصابة بالاكتئاب، وليس نتيجة للحالة.

ومع ذلك، قالوا إنه من غير الواضح إلى أي مدى كانت هذه الشبكة الموسعة نتيجة للجينات أو الخبرات، وما إذا كان الارتباط بالاكتئاب نشأ عن هذا التوسع أو من شبكات الدماغ الأخرى التي أصبحت أصغر نتيجة لذلك.

وأضاف الفريق أن نتائجهم يمكن أن تقدم وسيلة لاستكشاف ما إذا كان بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، ويمكن أن تساعد في تطوير علاجات شخصية.

لكن البروفيسور كونور ليستون، المؤلف المشارك للدراسة، من وايل كورنيل للطب، قال إن النتائج يمكن أن تفيد المصابين بالاكتئاب على نطاق أوسع. مضيفا: "إن الحصول على هذه المعلومات، التي تفيد بوجود شيء يمكن التعرف عليه في الدماغ مرتبط بالاكتئاب وقد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، أعتقد أنه في حد ذاته مطمئن حقا لبعض الناس".

 المصدر: ذي غارديان

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا