وقد شاركهم في هذا الرأي د. فلاديمير أوشيفتسيف، كبير الباحثين في المركز العلمي الجنوبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية الذي قال إن الأعاصير تمر نحو شمال حوض نهر الفولغا، ما يؤدي إلى هطول الأمطار في منطقتي موسكو وبطرسبورغ، ثم في منطقة المحيط المتجمد الشمالي.
وأوضح الباحث:" بشكل عام، فإن اضمحلال بحر قزوين هو نتيجة لذلك، والأسباب تكمن في المقام الأول في تغير المناخ. ومنذ حوالي 20 عاما كنا نتلقى باستمرار الأعاصير من المحيط الأطلسي والتي مرت عبر الجزء الأوسط من روسيا وسببت هطول الأمطار في منطقة حوض الفولغا، ثم تدفقت هذه المياه إلى بحر قزوين، وكان لبحر قزوين توازن خاص به لوصول المياه وتبخره. وفي الوقت الحالي تمر هذه الأعاصير شمالا، ويتم تصريف المياه في مناطق موسكو وبطرسبورغ والمحيط المتجمد الشمالي، وفي الوقت الحالي يعاني نهر الفولغا من نقص المياه، وأصبح بحر قزوين ضحلا للغاية".
وحسب العالم فإن هناك دورة أخرى من الأعاصير، وهي الدورة الجنوبية التي تتفادى أيضا نهر الفولغا، مما يؤدي إلى تساقط الأمطار في أحواض الصرف في نهري الدون ودنيبر.
يذكر أن بحر قزوين يعد أكبر حوض مائي مغلق على وجه الأرض. ويصب فيه أكثر من 130 نهرا، وأكبرها أنهار الفولغا وأورال وتيريك وسولاك وسومور. وهناك خمس دول تقع على ساحل بحر قزوين، وهي روسيا وكازاخستان وتركمانستان وأذربيجان وإيران. وفي عام 2023، تم إعلان حالة الطوارئ المحلية في منطقة أكتاو في كازاخستان بسبب الاضمحلال السريع لبحر قزوين والذي تسبب في انخفاض تدفق المياه من الأنهار. وقد خلق هذا الأمر مشكلة للميناء المحلي والصيادين.
جدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر خلال اجتماع، الثلاثاء 27 أغسطس مع محافظ منطقة أستراخان إيغور بابوشكين بإجراء تحليل علمي لمنع اضمحلال بحر قزوين لاحقا.
المصدر: تاس